«عدنا إلى المربع الأول» كانت الجملة التي استخدمها قيادي بارز في حركة فتح ليصف ل «الشرق» نتائج المباحثات التي تمت بين وفدي فتح وحماس في القاهرة، التي انتهت ب «خيبة أمل كبيرة» لمفاوضي فتح، بعد «تراجع حركة حماس عما اتفق عليه خلال لقاء عباس مشعل الأخير» حسب تعبير القيادي. وأرجع القيادي في فتح السبب الرئيس في هذا التراجع إلى مشاركة القيادي في حركة حماس، محمود الزهار في المفاوضات، وهو الذي أبدى علنا معارضته الشديدة لما اتفق عليه الرئيس عباس ومشعل، وبخاصة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.وأضاف القيادي «تفاجأنا بوضع شروط معقدة تُفرض من حركة حماس قبل إجراء أي نقاش حول الانتخابات، والآليات التي سوف تؤدي لها، وتغيرت لغة اللقاء إلى لهجة تصادمية بدل اللهجة التصالحية التي استخدمها خالد مشعل، وبالتالي سادت أجواء التوتر اللقاء، ولم نخرج بأي شيء جديد «. وعلمت مصادر «الشرق» أن وفد حماس رفض الحديث عن أي آليات مرتبطة بالانتخابات القادمة، بما فيها تشكيل لجنة الانتخابات المركزية قبل حسم موضوع تشكيل الحكومة، كما طالب وفد فتح بإجراءات حاسمة وسريعة لوقف الاعتقال السياسي والإفراج عن المعتقلين، وإلا لن يتم بحث أي موضوع جديد، وهو ما وصف بعودة حماس إلى سياسة «لا» التي تربط بين أي تقدم في المصالحة، وبين إنهاء ملف الاعتقال السياسي لكوادرها في الضفة الغربية. وكشف مصدر مطلع على المفاوضات أن عزام الأحمد، رئيس وفد حركة فتح، أبدى عدم ارتياحه من اللقاء الأخير مع حماس، وطلب من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، عقد لقاء لم يكن معدا له مسبقا مع الرئيس عباس اليوم الأربعاء بهدف تدارك الأجواء السلبية التي سادت الاجتماع الأول، وهو ما قَبِله مشعل.وتُراهن حركة فتح على قدرة مشعل على حسم الخلافات التي تفجرت بين قيادتي الخارج والداخل في حركة حماس، بعد اتفاق مشعل – عباس على وقف المقاومة المسلحة، والاكتفاء بالمقاومة الشعبية في هذه المرحلة، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في مايو 2012، وهو ما سيتيح إمكانية توصل الطرفين لآلية شاملة لتطبيق اتفاق المصالحة.