قال المدير العام للمتحف الوطني في الهيئة العامة للسياحة والآثار، الدكتور عبد الله السعود: “إن مشكلة ضعف الأداء لدى العاملين والإداريين في المتاحف، بجميع أنواعها، والتي تثار بشكل مباشر، هي عن علاقة الجمهور بالفنون والآثار، وهي مشكلة قائمة في الدول العربية إجمالاً، وليس في دول الخليج وحدها”. وأشار السعود، الذي التقته “الشرق” في الشارقة أثناء انعقاد الندوة الدولية: “متاحفنا بين الواقع والطموح.. نحو بيئة عمل نموذجية في المتاحف الخليجية”، التي تنظمها إدارة متاحف الشارقة بالتعاون مع متحف الآثار، بمشاركة خبراء من الإمارات والخليج العربي وآخرين عرب وأجانب، إلى أن “مثل هذه الندوات المهمة نفتقد إليها في عالمنا العربي، فمن خلالها في وسعنا تشخيص المشكلة وفقاً لمعطيات أكاديمية وخبرات ترتكز إلى أفكار واضحة في مجال العمل. ومن هنا، تأتي أهمية المشاركة في هذه الندوة التي تفتح الطريق أمام التعاون بين المتاحف الخليجية، وكذلك تسمح للجامعات بأن تعد برامج محددة تتعلق بهذه المشكلة، وسبل معالجتها تطبيقياً، وليس نظرياً فحسب”. ومن خلال ما تمّ طرحه في الندوة التي اختتمت مساء أمس (الثلاثاء)، والتعقيبات التي تلتها، لاحَظ السعود أن”الخبرات الخليجية في مجال إدارة المتاحف متقاربة، لكن في هذه الندوة تعرفت إلى مجموعة من الشبان الإماراتيين العاملين في مجال المتاحف، الذين يشكّلون المستقبل الواعد لمتاحف إماراتية تحمل الهوية الإماراتية، وتعبر عنها، وخصوصاً هنا في الشارقة، التي هي أم المتاحف الإماراتية التي تحتوي على تسعة عشر متحفاً”. أما عن المشاركة السعودية في الندوة، فقال عبد الله السعود: “طرحنا في الندوة كثيراً من الآراء حول بعض القضايا التفصيلية التي قدمها أكاديميون، ومن بينها أنه يجب أن تكون العربية هي اللغة التي تنطق بها المتاحف، ففي كثير من الأحيان من غير الممكن للعاملين في المتاحف أن يعبروا عن الموقف الحضاري الذي نبعت منه الآثار المتحفية والفنية بغير اللغة العربية، كما طالبنا بالاطلاع على برامج أكاديمية تقدمها الأكاديميات في سياق تدريب العاملين في المتاحف، بهدف الوصول إلى رؤية تكاملية نضيفها إلى ما لدينا من خبرات، وخاصة جامعة الشارقة التي بات لديها برامج أكاديمية متقدمة في هذا السياق يمكن أن نستفيد منها في متاحفنا السعودية”. وأكد أن ذلك “يجعلنا نتشارك الخبرات في مجال التدريب والتعليم الذي نقدمه نحن، فعلى سبيل المثال يقدم المتحف الوطني في الهيئة العامة للسياحة والآثار عدداً من البرامج، من خلال إدارة التربية المتحفية التي تقوم بإعداد برامج وورشات عمل وفصول متحفية خلال العام الدراسي لطلاب المدارس بجميع مراحلهم، كما يقوم المتحف باستقبال وتدريب الطلبة المتخصصين في مجال الآثار والمتاحف لمدة ثلاثة أسابيع، يطلعون من خلالها على كيفية عمل المتحف، كما يقوم المتحف بتقديم العون والمساعدة لطلاب الدراسات العليا، وتمكينهم من الاطلاع على موجودات المتحف، وما يتعلق بها من وثائق”. وختم تصريحه ل”الشرق” بالقول: “كما يقدم المتحف برامج تخصصية للعاملين في هذا المجال، تستمر لثلاث سنوات بالتعاون مع معهد الآثار الألماني، ودورات تدريبية أخرى تمتد لسنة في مجال إدارة المتاحف وصيانة القطع الأثرية والمواقع”. ويشار إلى أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من الندوات التي ستتبنى إدارة متاحف الشارقة تنظيمها لمناقشة الجوانب ذات الصلة كافة، التي من شأنها تطوير البيئة العملية في المتاحف الخليجية. وتضمنت فعاليات الندوة عدداً من الجلسات التي ناقشت محاور عديدة، من بينها: الصلة بين برامج الدراسات المتحفية في الجامعات، واحتياجات المتاحف الفعلية، والعلاقة بين الجامعات والمتاحف، والتحديات التي تواجهها، وسبل تجاوزها، ودور المؤسسات الثقافية في تنمية بيئة العمل في المتاحف، كما تم استعراض تجارب وممارسات ناجحة في مجال تطوير العلاقة بين المتاحف والجامعات والمؤسسات الثقافية. وتهدف هذه الندوة إلى مناقشة العلاقة بين المتاحف وكل من الجامعات والمؤسسات الثقافية، وآفاقها وسبل تعزيزها، ومعالجة المعوقات والتحديات التي تعترض مسيرتها، إضافة إلى أن هذه الندوة تشكل منصة لعرض بعض التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال، حيث تسعى الندوة إلى الخروج برؤية متكاملة ترتقي بمستوى العلاقة بين المتاحف والجامعات والمؤسسات الثقافية، بما يسهم في تطوير بيئة العمل في المتاحف الخليجية، بحسب ما ورد في برنامج الندوة.