بدون شك أن العامل النفسي يلعب دوراً مهماً جداً فيما يقدمه الفريق أو اللاعب، خاصة عندما تزيد الضغوطات في المباريات الحساسة و تعلو أصوات الجماهير التي تشجع الفريق أو تشجع الخصم. قدرة التحكم في الأعصاب و الانضباط، وفي نفس الوقت اللعب بحماس و تركيز دون اندفاع أو تسرع وانفلات للأعصاب، تعني الفارق الضئيل جًدا بين الوصول للنهائي و الفوز به، و بين تسجيل الهدف الحاسم أو إضاعته و لوم الحظ على بضعة سنتيمترات. في وقتنا الحالي، قد يكون” كريستيانو رونالدو” أفضل من أنيستا كلاعب، لكن في المباريات المهمة و الأوقات الحاسمة شتان بين اللاعبين. “فرونالدو” يخفق المرة تلو الأخرى، و “اينيستا” يسجل أهم الأهداف، مثل هدفه المشهور أمام تشيلسي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009، و الأهم منه هدفه في نهائي كأس العالم الأخيرة، و الذي يقول أنه عندما وصلته تمريرة “فابريجاس” كان يعلم تماماً أنها ستكون هدفاً. في المقابل أضاع “روبن” فرصتين مماثلتين لهولندا كانت أي منهما كفيلة بأن تغير تاريخ كرة القدم في البلدين. لو رجعنا للتاريخ الذهبي لمنتخبنا لوجدنا أن التحكم في الأعصاب و العزيمة في الأوقات الحساسة كان له دور مهم في حسم الكثير من المباريات المهمة و في اللحظات الأصعب. من هدف “ماجد” أمام كوريا و إيران في الثواني الأخيرة إلى هدف “محيسن” أمام الكويت في كأس آسيا 1984، إلى هدف “أحمد جميل” أمام كوريا في تصفيات 1994 أو هدف “مسعد أمام” إيران في تصفيات 1998 و كان هناك انضباطاً كبيراً في أصعب الأوقات في كأسي آسيا 1988 و1996. و الأمر تغير إلى النقيض الآخر، فأصبحنا نخسر أهم المباريات في الأوقات الحساسة، من هدف تونس في كأس العالم 2006 إلى هدف البحرين في تصفيات 2010، و أهداف الدقائق الحاسمة المفرحة أصبحت قليلة إن لم تكن قد اختفت من قاموس منتخبنا. الأهم من ذلك أن رهبة اللاعبين أمام الفرق الكبيرة زادت كثيراً في جيل اليوم عما كانت عليه في جيل التسعينات. هل نحتاج إلى متخصصين في الإعداد النفسي؟ أو محفزين؟ هذا الجانب لم يأخذ حقه و لا مكانته في كرتنا العربية من أندية أو منتخبات، و يؤدي هذا الدور بدرجات متفاوتة جداً المدربين أو الإداريين. و أحياناً نشاهد نتائج إيجابية في بعض الفرق و نتائج عكسية في فرق أخرى. أعتقد أن هاتريك البطولة الأفريقية لحسن شحاتة مع مصر يرجع في الدرجة الأولى للإعداد النفسي قبل الفني، فأكبر الشركات العالمية تهتم كثيرا بالدورات التدريبية التحفيزية و دورات تنمية “المهارات القيادية”، فهي تعلم تماماً أن الحصول على التعليم و الشهادة لا يكفي للموظف لأن ينجز الأعمال أفضل ما عنده، و كذلك لاعب الكرة، فالاستعداد الفني لا يكفي لتحقيق النتيجة إن لم يكن عنده استعداداً نفسياً أو ذهنياً مناسبا. اشهر اللاعبين | كريستيانو رونالدو