عقيل آل سالم الكل منا بكل تأكيد يؤمن بقضاء الله وقدره، عندما تصيب المؤمن مصيبة يقول إنا لله وإنا إليه راجعون. وكل إنسان له يوم لا يعلم به إلا الله -سبحانه وتعالى- ولذلك الموت ليس بإرادة إنسان باستخدامه المواد الحادة والقاتلة؛ لأن الإنسان قد لا يموت بهذه الأشياء ويمرض ويطيل الله في عمره ويُكتب له عمر جديد مديد. الموت حق ولابد للإنسان أن يعلم بأنه في أي لحظة سوف يموت بمشيئة الله وأيضاً ليعلم الإنسان أنه في أي وقت ممكن سوف ينفجع بوفاة أحد أقربائه أو أصدقائه أو زملائه لأن الله قال في كتابه الكريم (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) لذلك أعزائي لابد أن نرضى بما قاله الله تعالى عن الموت الذي لامفر منه، وهو الذي فعلاً لا يفرق بين فقير وغني وإنما قبر الغني بمثله قبر الفقير، والله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان بصورة هي كما خلقها لباقي البشر، وأعمال الإنسان هي من تحدد مصيره في قوله تعالى (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) . الموت لدى أكثرية البشر (رعب) ولماذا عندما يذكر الموت لبعض البشر يخاف ويصيبه الهلع والخوف الشديد وأحياناً يغمى عليه من شدة الخوف؟ رغم أن الموت حق لكن الرعب والخوف الشديد قد يتسبب في أوهام وأحلام مرعبة يصنعها الشيطان للإنسان المسلم وحتى لباقي الديانات لأن الموت يخاف منه الكثير بل وبنسبة كبيرة من البشر، والخوف هذا ينتج عن ضعف في الوازع الديني، ولربما ذنوب الإنسان المتراكمة على بعضها التي لو تحصى لا تقدر برقم ثابت من تكاثرها؛ حيث إن الإنسان يحاول التوبة لكن في نفس الوقت يبقى على خطئه، وهذا ما يحصل في هذا الزمان الذي كثرت فيه الأموات بشكل لافت للأنظار، والبشر لازالوا في وهم السرعة، وقلة في التواصل بينهم وبين الله تعالى في العبادة وهذا مؤسف جداً؛ حيث إن الموت المرعب حقاً عندما ننظر لشاب توفي وهو في حالة سكر وفقد الوعي، وعندما ننظر لشاب يتوفى وهو ضارب والديه أو قاتلهما أو طاردهما، أو ننظر لشاب يتوفى وعلى شفتيه آخر سيجارة من المحرمات في عمره، وعندما ننظر لشاب يموت وتتقطع أحشاؤه وسط تجمهر وسبب وفاته التفحيط، أليس ذلك مرعباً ومخيفاً أن يموت الإنسان وهو في معصية ويعمل المحرمات.