تواصلت أيام وليالي مهرجان الكويت المسرحي في دورته 12، التي افتتحت بعرض «جمهورية العوانس» للكاتب العراقي عبدالستار ناصر، والمخرج هاني النصار. وفي اليوم الثاني، قدمت فرقة المسرح الشعبي عرضها «لمن لا يهمه الأمر»، للمؤلف والمخرج سامي بلال. ندوة تطبيقية أعقب عرض «لمن لا يهمه الأمر» ندوة تطبيقية بحضور نخبة من مثقفي وأكاديميي الخليج والعالم العربي. أدار الندوة المخرج عبدالله عبدالرسول، وأكد أن التلاقح الفكري والمعرفي هو الهدف الأسمى لتنظيم مثل هذه المهرجانات. وقال الدكتور محمد زعيمة إن العنوان «إلى من لا يهمه الأمر» يحمل فكرة متناقضة تقول إننا أمام مجموعة من الشباب أحدهم لا يرى، والآخر لا يسمع، والثالث لا يتكلم، فهل يريد أن يطرح كبت الحريات، أو التغاضي عما نراه ونسمعه، والنتيجة ستكون هذا الشكل المأساوي الذي يحول الشعب إلى مجموعة من العاهات. ربما تكون الأفكار جيدة، لكن كيف يمكن تقديمها بشكل مبدع؟ وفي مداخلة لعلي العليان، أكد أن العرض يطرح تساؤلات حول السلطة، والمساواة بين الغاية والوسيلة، ومطالب الشعب. وفي رد سامي بلال على جانب من الأسئلة المطروحة عليه، نفى أن يكون قد تعمد تسفيه الثورات العربية، لأنه كتب النص قبل عام تقريباً، أي قبل انطلاق هذه الثورات، ولا يمكن أن يكون هذا طرحه، لافتاً إلى أنه حاول أن يرسم «اسكتشاً»، ويقدم عمله دون أن يلتفت إلى أنه خلط بين هذا المذهب، أو ذاك، مختتماً كلماته بتوجيه الشكر لفرقة المسرح الشعبي، ولإدارة المهرجان، وفريق العمل في المسرحية. «رسالة.. إلى» وفي اليوم الثالث، واستكمالاً لفعاليات مهرجان المسرح الكويتي، عرضت فرقة المسرح الجامعي «رسالة.. إلى»، من تأليف وإخراج نصار النصار، أعقبتها ندوة تطبيقية للمسرحية، تعرف الجمهور خلالها على مختلف الآراء حول العرض، وأدارت الندوة التطبيقية شادية زيتون، وبحضور مديرة المهرجان كاملة العياد، ومجموعة من ضيوف المهرجان والفنانين والإعلاميين. وقال الفنان والإعلامي طالب البلوشي من سلطنة عُمان، موجهاً التحية إلى المسرح، والشكر إلى مؤلف ومخرج وبطل المسرحية نصار النصار على هذا العمل، مشيراً إلى أنه تعرف إليه منذ فترة طويلة في المسرح، كممثل مبدع، واليوم يشاهده في الديكور والإضاءة والتأليف والإخراج والتمثيل. وأضاف أن ما قدمه المؤلف عبارة عن خواطر جميلة، والرسالة واضحة. وأشاد محمد عبدالرسول بالسينوغرافيا التي استخدمت بشكل جيد، مشيراً إلى أن هناك سلطة كبيرة تضطهد الفنان المسرحي. أما الناقد الصحفي عبدالمحسن الشمري، فيؤكد أن ما شاهده لم يكن عرضاَ مسرحياً، وإنما هو ريبورتاج ممل ومكرر لحالة يعاني منها كل المسرحيين في العالم العربي.