خاضت أغلبية الشركات اليوم غمار مواقع التواصل الاجتماعي، لكن العائدات الاقتصادية لهذه الخطوة لا تنسحب على الجميع إذ وحدهم التجار الأكثر إبداعا يمكنهم أن يأملوا جني الأرباح من هذه المبادرة. يشرح المستشار المتخصص في التوزيع والتجارة الإلكترونية لدى شركة “كورت سالمون” يانيك فرانك أن “مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية التجارية الشاملة” تساعد في التعريف عن الشركات وتحسين صورتها. ويزور 36% من المستخدمين في فرنسا المعجبين بالعلامات هذه الصفحات، لكن 3% منهم لا غير قد قاموا بمشتريات إلكترونية، بحسب دراسة عرضتها هيئة “إس إن سي دي” التي تضم اختصاصيين في التسويق المتعدد القنوات، خلال معرض التجارة الإلكترونية في باريس. ولا تكمن ميزة هذه المواقع في المبيعات، بل هي ترتكز على تقديم المشورة وبناء علاقة مع الزبون، على حد قول يانيك فرانك الذي لفت إلى أن أهل القطاع يطلقون على هذا الاتجاه مصطلح “التجارة الاجتماعية”. ويقع “فيسبوك” الذي يضم 955 مليون مستخدم ناشط في قلب هذه الظاهرة، حتى لو كانت بعض المبادرات قد أبصرت النور على “تويتر” في الولاياتالمتحدة، من قبيل مبادرتي “بيست باي” و”ديل” اللتين تقدمان خدمات بعد البيع. وعلى الرغم من أن فتح الصفحات هو مجاني على “فيسبوك”، إلا أن موقع التواصل الاجتماعي يفرض بدلا مقابل بعض الخدمات مثل الإعلانات أو بطاقات الخصومات الجديدة التي أطلقت هذه السنة على سبيل التجربة والتي أعلن الموقع أنها لم تعد مجانية. وينبغي على العلامات أن تدفع أيضا مقابل محتويات صفحاتها، وهي ترتقب بالتالي مردودا على الاستثمار لا تجنيه دوما، ما دفع علامات أمريكية كبيرة (من قبيل “غاب” و”جي سي” و”غايمستوب”) إلى إغلاق متاجرها في “فيسبوك”. وكشف المدير الإقليمي لشركة الاستشارات “ليثيوم تكنولوجي” تيموتيه ويرث أن 2% من المستخدمين الذين يضغطون على زر “يعجبني” يطلعون مجددا على صفحة العلامة. واعتبر أحد مؤسسي شركة “دايناسوشل” المتخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي بيار دوارت أن “التخلي عن فيسبوك” ليس فكرة صائبة، لكن ينبغي “عدم زيادة الضغوطات التسويقية”. وأكد المدير التجاري ل”فيسبوك” فرانك دا سيلفا خلال مداخلة له في معرض التجارة الإلكترونية أن “نقل موقع التجارة الإلكترونية إلى “فيسبوك” من دون إضفاء أي جديد عليه لا يجدي نفعا”. وأعطى مثالا يحتذى به هو موقع “سيديسكاونت” الذي أضاف زر “أريد”، على نسق زر “يعجبني”، بهدف تمكين المستخدم من إضافة سلع إلى قائمة المنتجات المرغوب فيها، في إطار “عملية تصفح هي جد اجتماعية”، على حد قول فرانك دا سيلفا. وختم فرانك دا سيلفا قائلا إنه “من الأفضل التمتع بقاعدة معجبين تضم خمسة آلاف شخص تتعاملون معهم، بدلا من قاعدة مؤلفة من 150 ألف معجب لا تقومون معهم بأي مبادرة”.