غداً سيكون الاحتفال باليوم الوطني، وذكرى التوحيد، توحيد الوطن، وتوحيد الكلمة، وتوحيد الشتات من قبائل متناحرة، إلى بلد آمن مستقر. وغداً يغشى الاخضرار الصحارى والبحار، ويرقص الصغار والشباب والكبار متوشحين أعلام الوطن، وحاملين الحب والولاء في المظهر والمخبر. مئات من الأخبار والتقارير اليومية تطالعنا بها الصحف ووسائل الإعلام تفيد باستعداد كل مدينة وقرية، وكل جهة حكومية أو شعبية في كل صقع من أصقاع الوطن، بالاستعداد لاستقبال هذه الذكرى العزيزة، الشبان يزينون خلفيات سياراتهم، ومحال الأقمشة والخياطة تشهد ازدحاماً كبيراً لشدة الإقبال على طلب الأقمشة والملابس المطرزة بشعار الوطن. وغداً ستضج الشوارع والمياديين بالألوف بل بالملايين من العاشقين، وستُملأ الساحات والردهات بالأهازيج والزغاريد والهتافات، سنحتفل معاً بحب الوطن، والولاء للوطن، وستمتلئ ساحات التواصل بشكل متواصل بشتى المقاطع التي تظهر أبناء هذا الكيان وهم يحتفلون بعيد الوطن المجيد. الأماني والدعوات بأن يحفظ وطني الحبيب شامخاً في قلوبنا ومهيباً في قلوب أعدائنا، وأن يكون عشقنا الذي سترونه غداً في كل زاوية من زوايا الوطن ليس كعشق المشجعين أنديتهم عاصفة من العاطفة وانفعالات غير منضبطة، بل حب متجذر في القلوب يرفده خوف على مكتسباته ومنجزاته، وعهد بأن نصونه ولا ننجرف لمن يتربص به الدوائر أو يريد أن يجر شبابه بزخرف القول إلى الدمار والخراب، ودمت يا وطني عزيزاً شامخاً.