يعاني مرضى الفشل الكلوي ممن يجرون غسيلهم في الفترة المسائية، التي تبدأ من الساعة الخامسة، وتمتد حتى منتصف الليل أو أكثر في مركز كانو لغسيل الفشل الكلوي، من عدم وجود أي اختصاصي تغذية في هذه الفترة، لمراقبة نوعية الغذاء المقدم، ومناسبته لحالتهم الصحية، حيث إن أغلبهم كبار في السن، ويعانون أمراضاً مزمنة، كضغط الدم المرتفع والسكري، إضافة للفشل الكلوي، مضيفين أن نوعية الوجبات المقدمة سيئة. وأكد بكر راشد، أنه يصحب والده التسعيني منذ عام ونصف لإجراء الغسيل ليلاً ثلاث مرات أسبوعياً، ولم يتفقد والده طيلة هذه المدة أي اختصاصي تغذية، على الرغم من أن إصابة المرضى بالفشل الكلوي وبأمراض مزمنة أخرى تجعل وضعهم الصحي دقيقا ومتغيّرا بين يوم وآخر، وتستوجب نظاماً غذائياً دقيقاً ومراقبة مستمرة، مضيفاً أن نوعية الوجبات الغذائية التي تعطى للمرضى سيئة جداً، لدرجة أن والدي لم يتناولها طيلة تلك المدة، وأن أغلب المرضى يطلبون طعاماً من مطاعم خارج المستشفى. وأشار إلى أن بعض المرضى ليس لديهم القدرة المادية لشراء ثلاث وجبات أسبوعياً من المطعم، لافتاً إلى أنهم أُجيبوا لدى سؤالهم عن سبب عدم وجود اختصاصي تغذية، إلا أن جميع اختصاصيات التغذية يعملن صباحاً فقط، وأنهن يرفضن العمل ليلاً. وفي ذات السياق تحدث ل»الشرق» المريض حمود الشهراني (متقاعد) ويبلغ من العمر 55 عاما، الذي يداوم على الغسيل الكلوي منذ تسعة أشهر، عن عدم زيارة أي اختصاصي تغذية لهم في «الشفت الليلي»، مؤكداً أن نوعية الوجبات المقدمة سيئة، والأكل بارد لدرجة أنه إذا كان جائعاً ولم يجد من يذهب ليشتري له الأكل من الخارج، يأكل فقط الخبز المقدم مع الوجبة، وأنه طيلة الشهر ونصف الماضي كان الطعام المقدم «معكرونة»، قائلاً «يعطيني الطبيب ورقة لمراجعة اختصاصي التغذية، لتحديد وشرح ما أتناوله من الطعام ونسبته، ولكن لا أجد من يساعدني، ولا أستطيع المجيء لأغسل في الفترة الصباحية». في انتظار المتحدث من جانبها اتصلت «الشرق» وأرسلت فاكساً لكل من طارق الغامدي وأسعد سعود في العلاقات العامة بمديرية الشؤون الصحية، اللذين بدورهما طلبا أن يكون الرد من مدير مركز «كانو» الدكتور أيمن كركر، إلاّ أن رداً لم يصل على الرغم من إرسال الأسئلة منتصف الأسبوع الماضي.