آل يتيم: لو وجدنا الدعم الكافي لنافسنا على اللقب العالمي مرار: نعاني من عدم توفر ملاعب صالحة للتدريبات خطف الفريق الأول لكرة اليد في نادي مضر الأنظار في بطولة العالم للأندية «السوبر جلوب 2012» التي اختتمت أخيرا باحتلاله المركز السابع في الترتيب العام، ليثبت أن المال وحده لا يصنع الأمجاد والإنجازات بعد أن قدم نتائج مميزة دون أن يقيم معسكرا خارجيا أو يتعاقد مع عدد كافٍ من اللاعبين بسبب عدم توفر المال الكافي، حيث اكتفى بمعسكر خارجي لمدة ثلاثة أيام فقط، على حساب نادي الجيش القطري، الذي لعب معه مباراة ودية واحدة هي الثانية في فترة إعداده بعد اللقاء الودي الأول مع فريق الخليج. وتخشى جماهير مضر أن تتواصل الأزمة المالية، وتلقي بظلالها السالبة على مشاركة الفريق في البطولة الآسيوية المقررة في قطر بعد أقل من شهرين، ما قد يؤثر على حظوظه في المحافظة على لقبه الذي انتزعه عن جدارة واستحقاق في البطولة التي أقيمت في الدمام مطلع العام الهجري الجاري. مشوار ناجح ومن اللافت للنظر في مشوار الفريق السعودي القادم من بلدة القديح، إحدى بلدات محافظة القطيف، أنه لعب ثلاث مباريات في الدور التمهيدي بدأها بالفوز على نادي سيدني الأسترالي ب (32/27)، ثم خسر أمام فريق السد القطري المدجج بثمانية لاعبين من فريق مونبلييه الفرنسي مع مدربهم ب (31/34) علما أنه كان متقدما في الشوط الأول بفارق هدفين، وخسر المباراة الثالثة أمام بطل العالم وأوروبا فريق كييل الألماني ب (31-42) مسجلاً نسبة عالية من الأهداف يصعب على أي فريق تسجيلها في مرمى كييل، وفي لقاءات تحديد المراكز خسر من نادي ستوديانتس البرازيلي بعد إصابة قائده حسن الجنبي في الدقيقة الثانية من اللقاء، ليعود ويواجه فريق سيدني في آخر لقاءات البطولة، ويتغلب عليه بنتيجة كبيرة (34-21). اهتمام بالقاعدة لم يكن الظهور المشرّف لفريق مضر في بطولة العالم غريبا على فريق يلعب لاعبوه حبا في اللعبة، ومن أجل رفع راية الوطن، ومقارعة أفضل اللاعبين المحترفين، وقد ساعدهم في ذلك التخطيط الإداري السليم، والاهتمام بالقاعدة، حيث يمثل أكثر من 17 لاعبا في النادي المنتخبات الوطنية لكرة اليد، فيما تضم مدرسة البراعم قرابة مائة لاعب. وكان أول إنجازات النادي قبل خمس سنوات عندما حقق الفريق الأول بطولة النخبة، لتتوالى بعدها انتصارات الفريق، حيث حقق بطولة الدوري مرتين على التوالي، قبل أن يحقق الأهم من خلال حصوله على لقب بطولة الأندية الآسيوية الموسم الماضي، بعد أن حقق وصافتها الموسم قبل الماضي، بينما سيطر الناشئون والشباب على بطولة الدوري الممتاز رغم أن اللعبة تعاني من عدم توفر صالة مغطاة للتدريبات. أزمة ملاعب واعتبر رئيس نادي مضر سامي آل يتيم، أن الروح القتالية للاعبين، ورغبتهم في تشريف الرياضة السعودية، ساهمتا بشكل كبير في تقديم مستويات مميزة في البطولة العالمية. وقال في حديثه ل»الشرق»: لو وجدنا الدعم اللازم لظهرنا بمستوى أفضل، ولأصبحنا من ضمن الأوائل في البطولة. مثمنا دعم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، وشاكرا رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد عبدالرحمن الحلافي، وهلال الطويرقي، وإحسان الجشي على دعمهم المالي الذي ساهم في جلب لاعبين محترفين. وطالب آل يتيم، بسرعة بناء الصالة المغطاة لفريق اليد التي وعد بإنشائها الأمير نواف بن فيصل في شهر محرم الماضي، وتحديدا بعد حصول الفريق على لقب البطولة الآسيوية. وقال: «لا نعرف سبب التأخير في إنشاء الصالة، والمقاول المنفذ للمشروع يبلغنا دائما أن الموضوع ما زال موجودا في المالية، وما يحدث هو أمر ليس بالجيد لفريق يمثل المملكة، ويقبل على مشاركات خارجية أبرزها الدفاع عن لقبه الآسيوي، متمنيا الإسراع في إنشاء الصالة لكي يتخلصوا من الاحراجات بسبب استئجارهم الصالات الرياضية في ناديي الخليج والصفا. معاناة كبيرة من جهته، كشف المشرف العام على كرة اليد في النادي علي مرار، أن معاناتهم تكمن في عدم وجود انسجام بين اتحاد اللعبة والأندية، وقال: يفترض على اتحاد اليد أن يجلس مع إدارة مضر، ويناقش احتياجات فريق اليد قبل مشاركته في بطولة العالم، وهذا ما لم يحدث، الأمر الذي تسبب في عديدٍ من المشكلات أبرزها إلغاء معسكر المغرب، حيث إننا رفعنا خطابا منذ مدة لإقامته خلال الفترة من 22 وحتى 28 شعبان، ولكن الموافقة جاءت بتاريخ 25 شعبان، مؤكدا أنهم سيعملون مبكرا على تجهيز الفريق للبطولة الآسيوية ال15 التي ستقام في قطر في شهر ذي الحجة المقبل. وشدد مرار، على ضرورة إنشاء صالة رياضية للعبة اليد، وقال: نملك لاعبين يمثلون منتخبات الوطن، ويتميزون بمستوياتهم العالية، ولكنهم يتدربون على ملاعب إسمنتية، وهذا الأمر أثار دهشة رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد حسن مصطفى، الذي قال لي أثناء البطولة: من غير المعقول أن يشارك فريقٌ في بطولة العالم ولا يملك صالة للتدريب. مشيرا إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤثر بشكل كبير على اللاعبين الصغار، وسيساهم في زيادة التكاليف المادية بسبب العلاج من الإصابات التي تحصل بسبب التدرب على الملاعب الإسمنتية. مشاركة استثنائية من جانبه، وصف قائد الفريق حسن الجنبي، مشاركتهم بالاستثنائية نظير الظروف الصعبة التي مر بها الفريق، وقال: «واجهتنا ظروفٌ صعبة، ولكننا كنا نحضّر أنفسنا جيدا أثناء التدريبات، وكان إصرارنا كبيرا على تحقيق نتائج إيجابية، ومنافسة فرق البطولة». وعزا ظهورهم المميز من مباراة لأخرى في البطولة إلى ابتعادهم عن الضغوط الإعلامية والجماهيرية، وقال: «الجميع كان يعرف الظروف التي نمر بها، ولم يكن أحد يطالبنا بأكثر من الظهور الجيد، ولكننا بذلنا قصارى جهدنا، وحققنا صدى ووهجا إعلاميا لم يحققه أي فريق آخر في البطولة». مشيدا بمستوى المحترفين الأجانب وهم البحريني محمد الحسين، والتونسيان وائل جلوز، وأمين بالنور، مؤكدا أنهم لعبوا بروح قتالية، وانسجام كبير، وكأنهم يلعبون مع الفريق منذ وقت طويل. حسن الجنبي صورة جماعية لفريق مضر (تصوير: بشير آل سعيد) علي مرار