نادتهم من خلف الستارة «مسيكن بالخير يا جيران جاي أنا خلي القمر سهران»، فتحول يوما التاسع والعاشر من شهر أكتوبر الحالي إلى يومين غير عاديين في حياة محبي وعشاق السيدة فيروز، الذين تقاطروا من كل حدب وصوب إلى مسرح البلاتيا في منطقة ساحل علما/ جونيه. أطلت فتعالى الصراخ والتصفيق. وعلى مدى اليومين، غصت قاعة مسرح البلاتيا، الذي يتسع لما يزيد على 3500 شخص، بجمهور من مختلف الفئات العمرية، في عالم فيروزي خاص نقلهم بأغنيات رحبانية قديمة كتبها ولحنها الأخوان رحباني، في «تعا ولا تجي، غيروه، على مهلك، القمر بيضوي ع الناس والناس بيتقاتلوا، على جسر اللوزية، وطيري يا طيارة، دوارة ع الدوارة، فايق ولَّا ناسي». ومع أغنيات زياد «في أمل، صباح ومسا، حبيت ما حبيت»، وغيرها. غنت فيروز قرابة ساعتين، فأطربت وأمتعت، وارتفعت حرارة القلوب في المسرح، رغم البرد القارس خارجه، وبعد كل أداء لثلاث أغنيات متواصلة كانت تترك المسرح لتأخذها استراحة، فتتسلم المهمة الفرقة الموسيقية التي قادها المايسترو هاروت فازيليان، بمرافقة ميشال فاضل، الذي عزف على آلة البيانو، فقدموا معزوفات وأغنيات أداها الكورال.أما اللحظة التي أشعلت نار الفرح اللامتناهي فهي تلك التي بدأت فيها السيدة فيروز بغناء «جارة القمر»، وهي الديو الذي جمعها بالراحل الكبير نصري شمس الدين في إحدى المسرحيات، فخطت فيروز خطوتين إلى الوراء، وتناولت دفاً، وبدأت تراقصه بين أناملها، لتهتز القاعة تحت وقع المفاجأة، وتميل تارة يميناً، وطوراً يساراً، وفقاً لحركة خنصرها، وليس خصرها، كما بات سائداً في عصرنا هذا.ولدى انتهائها من أداء أغنية «عللي عللي» الختامية، ومغادرتها المسرح، تصفيقاً مستمراً، وعلت صرخاتهم تناديها باسمها، وخبطوا بأقدامهم الأرض التي هدرت . فعادت السيدة الحلم لتنهي بأغنيتي «جينا لحلال القصص تنحل قصتنا»، و»بكرا برجع بوقف معكن».يذكر أن الحفلين جاءا بعد سنة تقريباً على حفلتيها في البيال، ما جعل الأمر عرضة للأخبار والقيل والقال، الذي وصل إلى حد القول بأنها ستعتزل، إلا أن لا شيء من الصحة في هذا الموضوع.وستقدم فيروز حفلين آخرين يومي 16 و17 أكتوبر الجاري، لتستكمل السيدة فيروز برنامجها على خشبة المسرح نفسه الذي حقق في خطواته الأولى شهرة لم يكن يحلم بها في حياته.وفي الحفل الأول فوجئت السيدة فيروز بتسلل أحد عشاقها بسرعة البرق إلى المسرح، ليقبل طرف فستانها ويدها، قبل أن يلوذ بالفرار ويتركها في ارتباك وحيرة من أمرها.