أنهى المخرج السوري فراس نعناع تصوير فيلم يتناول حياة الأرمن في مدينة حلب السورية، ويروي حكاية نزوحهم إثر المجزرة التي ارتكبت بحقهم العام 1915. والفيلم هو واحد من سلسلة أفلام يعدها المخرج نعناع، ويجمع بينها أنها تدور جميعاً في فضاء مدينة حلب. ويحمل الفيلم اسم “أيقونة الروح” وفيه، كما قال نعناع لوكالة فرانس برس، “تأكيد على وجود الأرمن في سوريا، وتحديداً في مدينة حلب منذ مئات السنين”. وأوضح “كانت حلب مركزاً تجارياً، وطريقاً إلى بيت المقدس، وذلك مؤكد تاريخياً، عبر وجود خان هوكيدون، الذي يعني بالأرمنية “بيت الروح”. والخان الذي يعود إلى العام 1564 يؤكد وجود الأرمن في حلب منذ ذلك الوقت. ولفت المخرج أيضاً إلى “وجود كنيسة الأربعين (وهي للأرمن) منذ ذلك الوقت”. وقال “إن الفيلم (50 د) يرصد حياة الأرمن اقتصادياً واجتماعياً، واندماجهم مع المجتمع المحلي، هم الذين كانوا كأقلية فعالين في المجتمع السوري، ولم يكونوا عبئاً عليه، بل حرفيين مهرة، وتجاراً يتعاملون بصدق وشفافية مع محيطهم، كما أنهم ساهموا بتطوير الحرفة إلى صناعة”. العمل هو من نوع الديكودراما، أي أنه يجمع بين التسجيلي والدرامي، يروى على لسان بنت أرمنية صغيرة تدعي إيفا، يعدها المخرج بطلة الفيلم التي تظهر بمشاهد عديدة مع تعليق صوتي يروي الأحداث. وأوضح المخرج أن “الفيلم يبدأ بتسلسل زمني تقليدي من المذابح التركية الشهيرة بحق الأرمن وتهجيرهم، وينتهي في زمننا الراهن بسؤال من هم، بالتركيز على وضعهم كمواطنين سوريين، كجزء لا يتجزأ من النسيج السوري، صناعيين وأطباء ووزراء وبرلمانيين منذ العام 1921″. وقال المخرج إن فيلم “أيقونة الروح” سيقدم باللغات الثلاث الأرمنية والإنكليزية والعربية، وهو من إنتاج مؤسسة حكومية هي “المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني”. وأضاف أن الفيلم واحد من سلسلة أفلام هي “زيتون مقدس”، وهو عمل عن أكراد حلب، و”مغنية المعبد” عن الطرب في تلك المدينة، و”السينما والقلم” عن دولة الحمدانيين، وأخيراً فيلم “المطران الثائر”، الذي يحكي عن المطران كبوتشي، مطران القدس في المنفى”. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الظروف المستجدة في البلاد قد سمحت بتصوير فيلم عن الأرمن، أو الأكراد، قال المخرج “نعم، كان ذلك ممكناً، ولكن لم يكن مشروعي ناضجاً بعد حتى أدفع به إلى الإنتاج”. وأضاف “أنا لا أفهم في السياسة، تخصصي هو الفن، ولكن أستطيع أن أساهم بعمل شيء عبر فيلم كهذا”. وحول ما إذا كانت الظروف قد أعاقت يوميات تصوير فيلمه قال “الرحابنة وفيروز أنجزوا أهم أعمالهم أثناء الحرب. وأنا صورت في شوارع حلب ضمن هذه الأزمة، ومعي كل طاقم العمل”. وأوضح نعناع أن ما يربط الفيلم بعضه ببعض هو فتاة صغيرة في الصف السادس “التقيت بها بالصدفة، وعرفت بعدها أنها بطلة سباحة، وعازفة فلوت، ومصورة فوتوغراف، لذلك قمت بتوليف مشاهد شبه درامية تركز على اللغة السينمائية، بحيث تكون تلك الفتاة هي بطلة الفيلم التي تروي سلسلة أحداثه، ومن خلالها نشاهد ونسمع حكاية وثائقية عن الأرمن في سورية”. أ ف ب | دمشق