نعرف أن تسويق الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان مجرد إحراق لوقت المشاهد العربي، وتحويش المال من جيوب القنوات الخليجية، لكن الأسوأ من ذلك تسويق قيمة ومكانة الصحابة – رضوان الله عليهم – كما هو متوقع لمسلسل “الفاروق” عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وهو عمل درامي يندرج في سياق المشهد الانتهازي على حساب القيم والمفاهيم. استغلال اسم الخليفة عمر بن الخطاب “خطأ وجريمة” ونحن نعلم أن عمر بن الخطاب بشر لا يقدس ولا يدنس، فكيف إذا تناول هذه الشخصية الإسلامية جيل البلاتوهات بكل ما يصاحب ذلك من غمزات الحب والموسيقى التأثيرية وشطحات القول والعمل من هؤلاء. يقال والعهدة على الراوي إن القناة صاحبة فكرة المسلسل عرضت المشروع على عدد من العلماء والمشايخ، ونحن نربأ بهم أن ينجرفوا خلف أوراق هشة، وإذا صحت الرواية فعليهم مشاهدة حلقة واحدة من الحلقات بما يصاحبها من زمر وطبل ثم يصدرون فتواهم. كم أنفقت القناة التي تبنت الفكرة من الأموال ؟ وكم مردودها في نهاية العرض؟ وهل يعلمون أن ما أقدموا عليه من عمل خطأ وجريمة؟ وهل يعلمون أن المسلسلات عن هذه الشخصيات لا يرجى منها خير؟ المسلسل المنتظر دعائي وتطاول شاء من شاء وأبى من أبى، والله من وراء القصد.