اعتمد أهالي حائل الأوائل، شأنهم شأن كل سكان الجزيرة العربية، اعتماداً كلياً على مياه الآبار، بسبب عدم وجود المسطحات المائية في شبه الجزيرة العربية، فمياه الآبار هذه عندما تستخرج من باطن الأرض يطلق عليها في حائل اسم «مياه القلبان»، وكلمة القلبان هي جمع لكلمة القليب، التي تعني البئر، والقلبان معناها الآبار. وكانت الآبار تمثل قديماً شريان الحياة، وسبب البقاء لكثير من سكان حائل، وهذه القلبان، أو الآبار، كانت منتشرة في جميع المزارع، وكانت تسمى «الفلاحة»، وهذه المزارع، أو الفلايح، اعتمدت على مياه الآبار، ونظراً لتغير مجرى الحياة، ومظاهر التحضر، فإن كثيراً من المزارعين تركوا تلك الآبار، واتجهوا إلى الطرق الحديثة، ولهذا قل الاعتماد على تلك الآبار التي طالما تجمع الناس حولها، وبعض هذه الآبار ترك مهملاً حتى دفنته الريح، ولم يتبقَّ منه إلا رسوم يسيرة شاخصة، وبعضها غُطي ليبقى نظيفاً، فلربما دعت الحاجة إليه في يوم من الأيام، وبعضها مازال مستخدماً، وبعضها جف ونضب ماؤه. وكانت مزارع حائل تعتمد على مياه القلبان، التي كانت تُحفر يدوياً، وبآلات بسيطة جداً، مثل «الهيب، والسخيين، والزبيل، والحبل»، ويستخرج الناس المياه من هذه الخزانات الطبيعية الموجودة في باطن الأرض، ويستغلونها في استخداماتهم واحتياجاتهم الضرورية، لأن الأعماق التي توجد فيها المياه أعماق قريبة جداً من سطح الأرض، وكانت تتم عملية استخراج المياه عن طريق الحفر المكشوفة، التي كانت محفوفة بالمخاطر، خصوصاً إذا كانت الآبار موجودة في منطقة رملية خفيفة، وكثيرٌ من هذه الآبار معرض لانهيارات الرمل، دون وجود لأبسط طرق السلامة.