شهدت النسخة الأولى من مهرجان «أثمون» المسرحي ولادة أسماء جديدة ستكون جزءاً من نواة لصنع جيل مسرحي يواصل تفعيل الحركة المسرحية في جدة، بشكل خاص، والمملكة العربية السعودية عموماً. وجمعت فعاليات المهرجان، الذي نُظِّم تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام على مدى ثمانية أيام، مسرحيين مخضرمين ومجموعة من الشباب. وشهد الحفل الختامي من المهرجان (أمس الأول) تكريم عدد من الشخصيات بدروع تذكارية، وهم: الدكتور عصام خوقير (أول مؤلف لنص مسرحي نثري في المملكة)، والدكتور نادر معتوق (من أهم المؤسسين للمسرح في جدة)، وعمر الجاسر (مؤسس أول فرقة مسرحية وأول مسرح خاص)، وحمدان شلبي، وفؤاد بخش. وألقى حمدان شلبي كلمة خلال الحفل الختامي، قبل أن يقدم عمر الجاسر كلمة المكرَّمين، حيث أشاد كلّ منهما بإعطاء الفرصة إلى الشباب في المهرجان. وعُرضت في آخر أيام المهرجان المسرحية الصامتة «مس»، التي قدَّمها عدد من شباب المسرح في جدة، وهي من تأليف ياسر مدخلي، وإخراج أحمد الصّمان، وأداء عبدالله السليماني، وسينوغرافيا أحمد طلال وسالم شحبل. تلاه استعراض لفرقة «جدة شو». وأكد مدير عام المهرجان، المشرف على «محترف كيف» ياسر مدخلي أن المهرجان كان خطة لإنقاذ المسرح في جدة، الذي بدأ يتراجع، في ظل ندرة الفرص لتنشيط هذا الحراك، موجها شكره لوزارة الثقافة والإعلام، التي دعمت المهرجان بالمكان (المكتبة العامة في جدة). ودشنت مسرحية «هروب المهرج» عروض المهرجان، حيث عرضت في افتتاحه، وهي من تأليف ياسر مدخلي، وإخراج أحمد الصمان، وقام بأدوارها عدد من المسرحيين الشباب، هم: خالد الحجيلي، ومنذر النفيس، ومحمد الشريف، وعبدالله السليماني، وكان في الإدارة المسرحية سلمان العتيبي وعلي الخميس. وتناول العرض معاناة الشخصيات المسرحية مع الكوادر الفنية، التي لا تقدر أهمية الجودة في الأداء المسرحي، من خلال قصة تحكي هروب شخصية «المهرج» من أحد المؤلفين الذين اعتادوا تقديم الشخصيات المسرحية في نمطية الإسفاف والتهريج، بعيدا عن القيمة المسرحية التي تحمل رسالة إلى المتلقي. واشتمل حفل الافتتاح على كلمة للمشاركين ألقاها عبدالله اليامي، أكد خلالها أهمية دعم المسرح، مشيداً بصاحب فكرة المهرجان (ياسر مدخلي)، وتبنّي «المحترف» لإقامة هذه الفعالية. وفي اليوم الثاني، تمّ عرض مسرحية «شليويح في مهب الريح»، وهي من تأليف عبدالعزيز الرفاعي، وإخراج وبطولة عبدالله اليامي، وتمثيل: نزار السليماني، وعبدالله السليماني، وياسر الشافعي، ونايف أبو راس، ومحمد عبدالعزيز، وهندسة صوتية عبدالعزيز عثمان، وديكور جلال عرفان، ومنفذ الإضاءة ياسر الغامدي. وتناولت المسرحية الفرق بين حياة البادية وحياة المدينة، وتحدثت عن معاناة الشباب في طلب الحصول على وظيفة، وعن نسيان بعض الشباب العادات والتقاليد. وكان اليوم الثالث من المهرجان مختلفاً، بإقامة ندوة على مسرح المكتبة العامة، تقاطع فيها الإعلام بالمسرح، وشهدت تقديم لمحة لتاريخ المسرح السعودي، ومداخلات من المهتمين بالشأن المسرحي، استعرض أبرز العقبات التي تواجه المسرحيين السعوديين. وتم خلال اليوم الرابع عرض مسرحية «عميان»، وهي من تأليف ياسر مدخلي، وإخراجه، ولعب أدوارها: بدر مطرفي، وزياد السلمي، وسالم شحبل، وسلمان العتيبي، وبراء كهربائي. ودارت أحداث المسرحية عن مسألة تأثير الإعلام على الإنسان. وأقيمت في المحطة الخامسة من المهرجان ندوة «ذكريات المسرح بجدة»، تناولت بدايات المسرح في جمعية الثقافة والفنون، ونادي المسرح في الجامعة، وأيضاً مسرح التعليم، واستعرضت مقاطع مسرحية قديمة لعدد من الأعمال الخالدة في تاريخ جدة مثل: «مخلوط خلطناه» و»حرارة الجليد». وعرضت في اليوم السادس من المهرجان مسرحية «ذكريات وأحلام»، أظهر فيها الممثلون الأطفال، الذين شاركوا في أداء بعض أدوار المسرحية قدرة على إثارة الحماسة في الجمهور، من خلال ما ناقشوه في العرض من قضايا تربوية وإنسانية، ودارت أحداثها حول علاقة الأصدقاء، وأمنيات الأطفال، وتعامل أولياء الأمور معهم. وشارك في أداء أدوار المسرحية كلّ من عبدالله اليامي، وعبدالله السليماني، وحسام عثمان، وعلي اليامي، ويوسف غزولي، وأحمد اليامي، وياسر الغامدي. وهي من تأليف عبدالله اليامي وإخراجه، وديكور جلال عرفان، وهندسة صوتية عبدالعزيز عثمان، وإضاءة ياسر الشافعي. وعرضت قبل اليوم الأخير من المهرجان مسرحية «وبعدين»، لفرقة «جدة شو»، أخرجها المنذر النغيص، ومثل أدوارها هارون سعد، ومحمد اليحياوي، ووليد حداد، وعبدالله الغامدي وعلي الخميس. وناقشت المسرحية، بأسلوب ساخر، عدداً من القضايا الاجتماعية بلغة زاوجت بين الفصحى والعامية، ظهر من خلالها الممثلون كمهرجين في ملهى، يقدمون فقرات ضاحكة.