هشام أحمد آل طعيمة حينما تكسب محبة الناس وتحوز على رضاهم فإنك حتماً ستتملك قلوبهم وأحاسيسهم ومشاعرهم .. حينها ستكون لديك قدرة خارقة على التأثير فيهم . إنها حقاً نعمة عظيمة،و إنها من دلالات محبة الله تعالى للإنسان كما جاء في الحديث الشريف. قد يعتقد البعض أنه يستطيع كسب محبة الناس بالكذب والنفاق بهدف استمالة قلوبهم إليه، و هناك الكثير من أشكال التعاملات التي تنفر الناس من فاعليها. حيث أن عدم احترام الفرد للآخرين يعد سبباً رئيساً في عدم محبتهم وعدم تقبلهم له. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما الأسباب التي تدفع الإنسان إلى عدم احترام الآخرين وعدم تقبلهم له؟ حقيقة إن من أهم أسباب عدم احترام الفرد للآخرين وعدم تقبلهم له هو عدم ثقة الفرد في نفسه لدرجة أنه لا يستطيع أن يتقبل الآخرين أو يتكيف معهم وهذا الأمر بحد ذاته كفيل بأن يحد من رغبته في بناء العلاقات الاجتماعية معهم. كما أن عدم تقبل الناس للفرد وعدم احترامه لهم أحياناً ما تكون بسبب التنشئة الصعبة التي نشأ عليها هذا الإنسان في بداية حياته وذلك حينما يمر هذا الإنسان بظروف قاسية في طفولته – تحديداً – مثل (الحرمان العاطفي من الوالدين – أو الشعور بعدم الأمان – أو حينما يلقى كلمات الاستهزاء والتوبيخ أو الزجر والتعنيف ممن حوله .. إلخ) إن مثل هذه الأمور وغيرها تسهم وبشكل مباشر في أن يتكون لدى هذا الإنسان صورة (سوداوية) عن المجتمع الذي يعيش فيه. كذلك عدم إلمام الفرد بأساسيات آداب التعامل مع الآخرين مثل (أسلوب التحدث – إجادة فن الإنصات.. إلخ) فتكون تصرفاته (همجية) تجاه الآخرين. أيضاً من ضمن هذه الأسباب «النفاق الاجتماعي» حيث يقوم الفرد في هذه الحالة بمهمة (أبو وجهين) والمنافق الاجتماعي مثل «فقاعة الصابون» لا استمرارية لها. وهناك أسباب أخرى تتلخص في اضطراب الشخصية (الإنسان الشكاك – الوسواسي – العِدائي – الهيستيري ..إلخ) فتصرفاته تعد عائقاً أساسياً أمام تقبل الناس ومحبتهم له. يجب أن يحرص كل فرد منا حينما يتعامل مع الناس، أن يتعامل معهم بذوق رفيع وأدب جم وخلق حسن فهو بذلك يرقى ويرتقي في قلوب الناس مما يجعله مألوفاً لديهم. أنك حينما تنصت إلى الآخر وتتفاعل بأحاسيسك ومشاعرك معه فإنه تنتج عن ذلك عملية تسمى ب «توأمة الأحاسيس واندماج المشاعر» بما يجعل الإنسان يشعر برغبة قوية في الانجذاب إليك (لا شعورياً) بسبب راحته النفسية تجاهك. كذلك أسلوبك «الراقي» أثناء التحدث مع الناس، يجعلهم ينجذبون لك. وهنالك من يقول: كيف أتحدث بلباقة أو بأسلوب راقٍ ومنمق كما يتحدث الناجحون ؟ إن تدارك هذا الأمر يعد غاية في السهولة وذلك بالتدريب المستمر على التحدث مع الناس بمختلف – ثقافاتهم واتجاهاتهم وميولهم – ، كما أن هذا الأمر لا يعد عيباً مطلقاً. بل العيب أن يستسلم الفرد ولا يتيح لنفسه الفرصة كي يحسن التواصل مع الآخرين. كذلك من المؤكد أنّ التقرب إلى الله تعالى بالنوافل من المسببات الرئيسة لمحبة الناس للإنسان، هذا إلى جانب أنها تعمل على تقوية إيمان المسلم وتمسكه بدينه أكثر .. ومن أهم الأسباب التي تجعل (لسانك حلوا) مع الناس المداومة على ذكر الله تعالى، ومن ذلك قراءة القرآن، الأذكار العامة، أذكار ما بعد الصلوات، أذكار المناسبات، مثل دخول البيت والسوق. وغيرها) وهذه لها أثر عظيم في الجاذبية في أعين الناس حينما تتحدث إليهم. كذلك أحرص أن تكون نبرات صوتك منخفضة تتسم بالهدوء والاتزان واحذر من تعظيم نفسك أمام الآخرين أو أن تبالغ في التحدث عن نفسك أمامهم فهذان الأمران كفيلان بأن يعجلا بنفور الناس من حولك. كذلك يجب أن تهتم بمظهرك أمام الناس، وبجوهرك أمام الله تعالى (تقوى الله، وخشيته بالغيب) فذلك يضفي نور الإيمان في قلبك ووجهك، فيكون منيراً مشرقاً (مقبولاً) لدى الآخرين. و لا ننسَ الهدايا بين الناس، والحديث الشريف لرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا) ولا شك أنّ الهدية سبب من أسباب كسب محبة الناس. كذلك من أهم أسباب المحبة تضامنك مع الناس في مختلف مناسباتهم، بل إن هذا الأمر كفيل بأن يعتبروك واحداً منهم. كذلك لا تنسَ أهمية مصافحة الناس بود وحب.