كشفت مصادر إعلامية بريطانية، أن الرئيس الباكستاني، “آصف علي زرداري” تعرض لأزمة قلبية، وسافر للعلاج إلى دبي، أمس الأربعاء، في الوقت الذي سعى فيه مستشاروه لتبديد شائعات عن “انقلاب ناعم”، وتهدئة المخاوف من عدم الاستقرار السياسي في البلاد. ووصف متحدث باسم الرئيس، الحالة الصحية لزرداري، 56 عاما، بأنها “مستقرة” وسط موجة من الادعاءات بأنه كان على وشك الاستقالة. بدا غير متماسك وأفاد أحد المسؤولين الأمريكيين السابقين، بأن “الحكومة الأمريكية أُبلغت بأن “الرئيس زرداي” تعرض لنوبة قلبية “طفيفة” مساء يوم الاثنين الماضي، وأنه قد يستقيل بسبب “اعتلال صحته”. ونقلت عنه مجلة السياسة الخارجية الأمريكية قوله: “إن زرداري بدا “غير متماسك” خلال محادثة هاتفية مع باراك أوباما في مطلع الأسبوع. وكان لهذه المزاعم تأثير كبير في باكستان، وهو بلد يعج بنظريات، وإشاعات المؤامرات الانقلابية. وقد تعرض “الرئيس زرداري” لضغوط شديدة منذ استقالة سفير بلده في واشنطن في الشهر الماضي بسبب مذكرة التماس مساعدة الولاياتالمتحدة لاستبدال كبار الشخصيات العسكرية، وهو ما رأت فيه شخصيات المعارضة “مؤامرة” من زرداري لانتزاع السيطرة بعيدا عن المؤسسة العسكرية صاحبة النفوذ القوي، الذي يحتفظ بقبضة قوية على السلطة. ويعتقد محللون أن سوء حالة الرئيس الصحية، يمكن أن توفر له فرصة للنأي بنفسه عن الجدل الدائر، والظهور بمنظر الرئيس المفضل لدى الجنرالات. تضارب التصريحات غير أن المحلل السياسي الباكستاني، حسن عسكري رضوي، يرى أنه من المستبعد أن يكون “الرئيس زرداري” قادرا على العودة إلى العمل بسهولة، وأضاف أن السياسة في “إسلام آباد” لا تكاد تسلم من الفوضى والاضطرابات في إشارة للتصريحات المتضاربة بشأن صحة الرئيس وحقيقة ما يجري. وأضاف: “في البداية قال مساعدوه إن الرئيس سيعود اليوم (الخميس) قبل أن يعلنوا أنه سيبقى في دبي للمراقبة الطبية”. يُذكر أن “الرئيس زرداي” عانى من نوبة قلبية قبل ست سنوات، ولا يزال يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وذلك نتيجة قضائه سنوات في السجن بتهمة الفساد، وأثارت رحلته “العلاجية” إلى دبي جدلا ولغطا بسبب إقامته لسنوات فيها منفيا؛ فيما ذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، مساء أمس، أن “زرداري طار إلى دبي بناء على إصرار من أبنائه بعد أن شكا من الأعراض التي قد تكون ذات صلة بالقلب منذ فترة طويلة”. الدكتاتورية الخامسة! من جهته ، صرح بروس ريدل، وهو ضابط سابق في المخابرات المركزية الأمريكية، ترأس لجنة مراجعة السياسة الأميركية حول أفغانستانوباكستان في عام 2009، قائلا: “لا أعرف إذا كان في دبي كما يقول لأسباب طبية أو بسبب المضاربات السياسية، أعتقد أن بيت القصيد هنا هو أن باكستان تتجه نحو الانزلاق إلى الدكتاتورية العسكرية الخامسة”. وأضاف الضابط الأمريكي السابق أنها: “ستكون مختلفة تماما عن الديكتاتوريات الأربعة السابقة، لا أتوقع انقلابا فعليا ليصبح الجنرال رئيسا للبلاد، ولكن سيطرة الجيش بشكل كامل على كل ما هو مهم، السياسة النووية ودعم الإرهاب، وكل جوانب السياسة الخارجية بما في ذلك العلاقات مع الولاياتالمتحدة”. انقلاب أبيض | باكستان، الرئيس زارداي | دكتاتورية خامسة