د.حاتم سعيد الغامدي عمر ابني خمس سنوات، وأصبح غير مبالٍ، عنيدا، لكنه حساس جداً، وكثير الحركة، وأنا بطبيعتي عصبية جداً، وأستخدم أسلوب الحرمان، والعقاب بالضرب أحياناً، لكن كل ذلك لا يردعه. أرجو إرشادي. (أم سلمان – الخبر). هناك عوامل كثير تجعل من الطفل غير مبالٍ وعنيدا، منها الغيرة، أو عدم التكيف في مجال الجو الأسري العام، أو حتى اكتساب الطفل لسلوك العناد وعدم المبالاة من أحد الوالدين، وقد يكون ذلك مرجعاً لاضطراب يمر به الطفل الآن، كاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهذا ما أشرتِ إليه في شكواك من كثرة حركته. وعذراً أختي أم سلمان.. فقد يكون للحديث فائدة حتى أعرِّج على موضوع ضرب الأطفال بشكل عام، وليس لموضوع مشكلتك، حيث يعتقد كثير من الآباء أن الضرب وسيلة أساسية من وسائل التربية السليمة، ولا يجدي العقاب دون «علقة» ساخنة حتى لا يعيد الطفل خطأه مرة أخرى، وبذلك تعتقد الأم أنها نجحت في تنشئة طفل قادر على التفريق بين الخطأ والصواب. وأشارت بعض الدراسات النفسية في مجال تربية الأبناء إلى أن الاستغناء عن العصا لا يفسد الطفل على الإطلاق، وأن طريقة الإقناع أفضل، حيث تقلل من احتمالات تعرض الطفل للمشكلات العاطفية والسلوكية مقارنة بأولئك الذين يتم عقابهم عن طريق الضرب فقط. وهناك واحد من بين كل عشرة آباء يستخدمون الضرب فقط، وواحد من بين كل خمسة يلجأون إلى المزج بين الوسيلتين. كما أشارت كثير من الدراسات أن 80% من الأطفال يتعرضون إلى نوع من الاضطهاد النفسي والجسدي، مما يجعل من شخصياتهم شخصيات منسحبة اجتماعياً، فاقدة للثقة بالنفس، فيتجهون في مرحلة المراهقة إلى أي سلوك تعويضي، كالعدوانية الزائدة، أو تعاطي المخدرات، أو لأي شكل من أشكال الانحرافات المسلكية. تحتاجين أختي إلى عرض ابنك على متخصص نفسي لتقييم حالته، وكلما كان ذلك مبكراً كان أكثر فائدة له، ولكن أرشدك أنت بضبط أعصابك تجاهه، وأن تهيئي له المناخ الأسري الهادئ، وفي النهاية أنت تتعاملين مع سلوك!