الدمام – محمد خياط 150 ألف طالب جامعي تعاملوا مع البريد خلال العام الماضي دون أي أخطاء أو فقدان للوثائق حجم السوق البريدي في المملكة عشرون ملياراً سنوياً في حين لم يتجاوز الفعلي سبعة مليارات نهدف لأن تكون معظم أعمال المواطنين عبر البريد ومنها رخص القيادة والجامعات والقروض قطعنا شوطاً في إقناع المستفيدين بأهمية البريد.. وقرارات تدعم هذا التوجُّه سيعلن عنها قريباً كشف رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد بن صالح بنتن، أن المؤسسة دربت 4602 شاباً من حملة الثانوية العامة خلال السنوات الأربع الماضية، ممن شملهم الأمر الملكي الكريم بتثبيتهم، مضيفا أنهم أصبحوا من الشباب المحترفين الذي اكتسبوا خبرة جيدة بعد تدريبهم على آلية العمل الجديدة عبر الأجهزة والمكائن الحديثة. وأكد بنتن خلال زيارة وفد من مؤسسة البريد السعودية ل”الشرق” أن موظفي البريد يتمتعون بامتيازات عديدة من حيث الراتب المجزي، والتأمين الطبي، ومكافآت إضافية في شهر رمضان، إضافة إلى إجازات ومكافآت إذا قام الموظف بتوزيع أكثر، مشيرا إلى أن الهدف جعل البريد وسيلة لمساعدة قطاع الأعمال باحترافية وفعالية أكبر، وقال “سيأتي جيل يعرف قيمة البريد، وسيكون تائها إذا لم يجد البريد بمستوى راق وفاعل، لأن معظم أعماله ستكون عن طريق البريد ومن بينها استخراج رخصة القيادة والتقديم في الجامعات أو الحصول على قرض عقاري، حيث إنها مطلب دولي”. وضم وفد البريد السعودي إلى جانب الدكتور محمد بنتن، نائب رئيس مؤسسة البريد للتخطيط سعد القحطاني، نائب الرئيس للشؤون المالية مفضلي الرويلي، نائب الرئيس للشؤون التقنية المهندس مضيان المضيان، مدير عام بريد المنطقة الشرقية سعد العثمان، مدير عام الشؤون القانونية والتشريعات عبدالعزيز الفوزان، مدير عام البريد الممتاز حمد البكر، السكرتير الخاص للرئيس سعد الحربي، والمستشار الإعلامي عمر جستينة، فيما التقى الوفد رئيس تحرير “الشرق” قينان الغامدي، بحضور المدير العام خالد بوعلي، ونائبه علي الجفالي، والمساعد التنفيذي لرئيس التحرير خالد صائم الدهر، ومدير التحرير حبيب محمود، ومدير تحرير الشؤون الاقتصادية أحمد العبكي، وسكرتير التحرير وائل المسند، ومدير العلاقات العامة حسين الفالح، فيما اعتبر الدكتور بنتن، صدور “الشرق” في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن الصحف الإلكترونية بمثابة التحدي الكبير، وراهن على نجاحها في ظل الانفتاح والمنافسة الكبيرين، إضافة إلى ما يتمتع به رئيس تحريرها، الذي وصفه بأنه أحد القيادات الإعلامية الشابة “ذات الخبرة والشجاعة”. دور الإعلام وشدد بنتن على أهمية دور الإعلام وتأثيره على مختلف الأصعدة، معتبرا أن الصحف السعودية تعد من أقوى الصحف في المنطقة، مطالبا أن يكون موضوعيا في طرح المواضيع، وألا ينصب همه على السبق في نقل الخبر، قبل التأكد من مصداقيته والتوثق من مصادره، وضرب مثالا على ذلك من خلال قضية نشرتها إحدى الصحف تتعلق بتأخر رسالة بريدية، وعندما طلبت مؤسسة البريد إيضاح رقم الرسالة أو عنوان صاحب الشكوى تعذر الصحفي بفقدان عنوانه، لافتا إلى أن 90% من الذين انتقدوا البريد لم يستخدموه ولم يجربوا خدماته، وقال “أنشأت مؤسسة البريد موقعا لها على شبكة الفيسبوك لتوعية المواطنين والمقيمين بأهمية البريد وإبراز دوره وخدماته”. ولفت رئيس البريد السعودي خلال اللقاء إلى أن المؤسسة تأمل أن تصبح جميع المعاملات عبر خدمة البريد من خلال التنسيق مع المؤسسات المدنية، وقال إن المؤسسة لديها شركة نقل تستطيع تقديم الخدمة خلال 24 ساعة إلى كل المدن والمحافظات والهجر، عبر كادر وطني مؤهل، وأضاف “كثير من رجال الأعمال والمواطنين لا يعلمون مدى أهمية البريد، خلاف مواطني الدول المتقدمة الذين يتفحصون صناديقهم يوميا”، وأشار إلى أن البريد في الدول الغربية يرتبط ارتباطا مباشرا بالمواطن، حيث إن في الولاياتالمتحدةالأمريكية 40 % من مشتريات المواطن تكون عن طريق البريد. وكشف بنتن أن هناك قانونا ينص على أن صاحب المنشأة السكنية لا يستطيع الحصول على رخصة بناء قبل أن يهيئ مكانا مناسبا لصناديق البريد، مشيرا إلى أن حجم السوق البريدي في السعودية يصل إلى عشرين مليار ريال سنويا، في حين أن حجم السوق الفعلي لا يتجاوز سبعة مليارات سنويا بسبب وجود وسائل نقل غير مرخصة، حصة البريد السعودي منه 8% فقط. وأكد أن البريد جاهز حتى عام 2015، من حيث اعتمادها على أجهزة الفرز الآلي الذي قلل من الأخطاء، وسرع من عملية إيصال المواد البريدية، كما أن التجهيزات الحديثة مهيأة لتسليم جميع المعاملات الحكومية والطرود عن طريق البريد، وتم تجهيز البنية التحتية ووضع عنوان لكل مواطن، لافتا إلى أن مؤسسة البريد قطعت شوطا كبيرا في إقناع المستفيدين بأهمية البريد في حياة الشخص، وأن هناك قرارا سيلزم المواطن وجميع قطاعات الدولة بتسجيل عنوان بريدي واضح وقانوني، يستطيع من خلاله الاستفادة من الخدمات البريدية مثل الإشعار بموعد جلسات المحكمة، مؤكدا أن “القرار في خطواته النهائية في مجلس الشورى، وسيعلن عنه قريبا”، مبينا أن الجامعات السعودية اتخذت قرارا بعدم استقبال الطلاب إلا عن طريق البريد، بينما لم تبق إلا جامعة واحدة فقط في المملكة لم تتخذ هذا القرار، وهي جامعة الملك عبدالعزيز، مشيرا إلى أن 150 ألف طالب تعاملوا مع البريد خلال العام الماضي لإنهاء إجراءات تسجيلهم في الجامعات عن طريق خدمة “جامعي”، بالإضافة إلى خدمة “مبتعث” التي تقدم تسهيلات للطلاب المبتعثين في الخارج، دون أن تسجل أي أخطاء أو فقدان للوثائق، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى مائتي ألف طالب خلال العام الجاري. متطلبات عصرية وبين الدكتور بنتن أن البريد السعودي عقد اجتماعا في الصين مؤخرا، ضم عشرا من كبرى الدول المؤثرة في البريد، وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا، أستراليا، الصين، بريطانيا، ألمانيا، اليابان، الدنمارك، فرنسا، والسعودية، وكان الاجتماع لبحث مقدرة البريد على الوفاء باحتياجات الشباب عام 2020م، وهذا يعني أن هناك متطلبات كبيرة ويجب على البريد أن يستعد للاستجابة لتلك المتطلبات، خصوصا وأننا أمام جيل يعتمد اعتمادا كليا على الإنترنت في مشترياته وأعماله، وهذا يتطلب أن يكون البريد لوجستياً من حيث التوزيع والنقل. وأشار إلى أن رئيس موقع “جوجل” كان حاضرا في الاجتماع، ويعد رئيس أكبر مؤسسة ذات دخل إعلاني على الإنترنت، حيث تحدث عن الإعلان القادم وهل الإعلان الإلكتروني كاف أم غير كاف، مشيرا إلى أنه أكد خلال حديثه أن الإعلان الإلكتروني غير كاف، حيث لا بد من إرسال دعوة بريدية يطلب فيها زيارة الموقع، وسوف يكون في الإعلان الإلكتروني طلب لمن يريد أن يستفيد من الإعلان الإلكتروني وأنه يتوجب عليه إرسال رسالة بريدية، موضحا فيها عنوانه واسمه للحصول على نسخة مطبوعة من الإعلان ومعلومات وافية وتفصيلية ولن يستفيد منه في شيء لو شاهده على شاشة الكمبيوتر فقط دون المراسلة البريدية. وقال رئيس البريد السعودي إن هناك أرقاما تم الإعلان عنها من قبل مصلحة الإحصاءات العامة تشير إلى أن هناك نحو 17 مليون مراجع للجهات الحكومية العام الماضي، وهذا رقم مخيف إذا عرف أن هناك 17 مليون يوم عمل ضاع من هؤلاء المراجعين الذين راجعوا الجهات الحكومية، مبينا أنه لو تم الاستعانة بالبريد بدلا من مراجعة الوزارات لتم توفير هذه الأيام الضائعة وقل الازدحام في الشوارع واستطعنا توفير عدة مليارات. وأشار إلى أن مؤسسة البريد السعودي أجرت دراسات من أجل تنفيذ خدمة العنوان الوطني الذي هو عنوان معياري ذكي مبنى على إحداثيات رقمية وليس على معلومات وصفية، وذلك على أساس التسلسل الرقمي في الشارع الواحد، وطوره البريد السعودي ليتوافق مع أنظمة الملاحة المتوفرة في شبكة الإنترنت، مثل جوجل وغيرها من الأنظمة، أو في الهواتف المحمولة وأجهزة السيارات، وتم إنجاز ترميز وترقيم جميع مدن المملكة وقراها إلكترونيا، ومن أجل تطبيق مشروع العنوان المعياري الوطني، طورت المؤسسة خرائط جغرافية تفصيلية لجميع مدن المملكة تظهر عنوان كل وحدة سكن أو عمل، بحيث يمكن الاستدلال على كل عنوان، كما عملت على بيع حقوق استخدامه للشركات العالمية، مثل “جوجل” و” نافتك” المزودة لخرائط الهواتف الجوالة، لإدراج عناوين جميع هذه الوحدات على خرائطها، ليستطيع أي مواطن أو مقيم تحديد عنوانه الكامل باستخدام هذه الخرائط بكل يسر وسهولة، وأشار إلى أن المملكة أصبحت ضمن خمس دول عالمية هي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنساوألمانيا في اللجنة الدولية المعنية بمعايير العنوان البريدي، كما قامت مؤسسة البريد بتأمين صناديق ” واصل” كخطوة توعوية تخدم العنوان البريدي الذي يشكل أهم معوق لمؤسسة البريد. وقال إن البريد يعتمد في عمله على الشبكات، شبكة المكاتب البريدية وهي متوفرة في كل جزء من مناطق المملكة، وشبكة النقل والتوزيع بين المدن والمحافظات، وشبكة الحاسب الآلي التي تربط تلك الشبكات، حيث يعتبر البريد من البنية التحتية في أي بلد. وذكر بنتن أن المؤسسة حصلت في ليلة واحدة، على جائزتين إحداهما في دبي والثانية في جنيف، مضيفا أن الأولى جائزة محمد بن راشد لاستخدامات التجارة الإلكترونية، والثانية جائزة من اتحاد البريد بخصوص التميز في الشرق الأوسط في السوق الإلكترونية “الأيمول”. «حياة البريد» وبين أن المؤسسة تصدر صحيفة داخلية اسمها” حياة البريد” يستلمها كل موظف شهريا تبين فيها استراتيجيات المؤسسة وبعض الأخبار، وجريدة “واصل”، التي تقدم معلومات للجمهور بالإضافة إلى بعض الأخبار الطريفة ويوزع منها 150 ألف نسخة في مدينة الرياض، ويتوقع أن يصل التوزيع إلى 800 ألف نسخة في الرياض، وخمسة مليون نسخة في المملكة خلال السنوات القادمة. وقال رئيس مؤسسة البريد لن يكون لدينا حكومة إلكترونية أو تجارة إلكترونية دون وجود عنوان بريدي ومثال ذلك عند قيام أي شخص بالشراء الإلكتروني من أحد المواقع يطلب منه تحديد العنوان البريدي لإرسال مشترياته إليه، وأشار إلى أن هناك – للأسف – أزمة ثقة في البريد وهو لم يقم أصلا بتجربة خدمات البريد، في حين استطعنا أن نكون من الدول العشرة الكبار في منظومة البريد من خلال البيانات والإحصائيات المشتملة على الأرقام. وقام رئيس التحرير بإهداء رئيس البريد هدية تذكارية وفي المقابل أهدى بنتن لقينان الغامدي هدية تذكارية من البريد، كما قام رئيس مؤسسة البريد بتسجيل إعجابه في سجل زوار صحيفة ” الشرق” . هدية تذكارية من رئيس التحرير لرئيس البريد السعودي (تصوير: أمين الرحمن)
محمد بنتن يشير إلى نسخة من صحيفة «واصل» (تصوير: أمين الرحمن)
صورة جماعية لقيادات من البريد والشرق خلال الزيارة في مقر الصحيفة في الدمام
محمد بن صالح بنتن يسجل إعجابه في سجل زوار «الشرق» (تصوير: أمين الرحمن)