يعمل الطالبان الجامعيان صالح الجهني، ومنذر الغروي، محاسبين في» سوبر ماركت» بالجبيل الصناعية، و يتعاملان مع الزبائن بلباقة عالية، و يسارعان إلى خدمتهم بلطف وعفوية، غير آبهين بنظرة المجتمع للعاملين في مثل تلك الوظائف البسيطة. رفض الأهل ويدرس الجهني تخصص» الهندسة المكانيكية « في الكلية الصناعية بالجبيل، بينما يدرس صديقه الهندسة الكيميائية في الكلية نفسها، ويتذكر الصديقان بداية قرارهما العمل، حيث واجه أهلهما القرار بالرفض المطلق، ولكن بعد محاولات عديدة، وافق الأهل على عملهما في» سوبر ماركت». ويقول الجهني» نتعامل مع الزبائن محاولين مساعدتهم، و إرضاءهم، بل ونتحمل كثيراً من تصرفات بعض الزبائن ممن لا يحترمون عملنا، فنواجه مواقف متكررة تنم عن النظرة الدونية التي يتبناها بعضهم تجاه العاملين في مهن متواضعة». نظرة دونية و يتذكر الجهني موقفا لأحد الزبائن الذي كان متذمراً من اضطراره إلى الوقوف ضمن الصف لانتظار دوره في المحاسبة، و حين اقترب من المحاسبة، أطلق ألفاظا غير لائقة، وأخذ يتحدث إليهما بطريقة تنم عن استهتاره بهما، و عدم احترامه لعملهما، فشكره الجهني، وأبلغه أنه بعد فترة بسيطة سوف يتخرج مهندساً ميكانيكياً، وأوضح له أن العمل الشريف ليس عيبا، بل إنه فخر لصاحبه، فاعتذر منهما. أهداف متعددة ويذكر الغروي أنه و صديقه الجهني يهدفان من العمل إلى زيادة مدخوليهما الشخصيين، حتى يعتمدا على نفسيهما، ويعتادا على تحمل المسؤولية، بدلاً من الاعتماد على أسرتيهما، فيشعران باحترام ذاتي أكبر، و يعتبران التجربة في الوقت نفسه، فرصة للتدريب على الالتزام بالعمل لمدة ثمان ساعات، كما ينميان قدراتهما على التعامل مع الناس، و في نفس الوقت، يشغلان أوقات الفراغ بدل قضائها دون هدف، أو إضاعتها في إدمان الألعاب الإلكترونية. صناعة الفرص ويبين الجهني أنه متفائل بالمستقبل، خاصة بعد تخرجه، فهو سيصبح مهندساً، و يتمنى الجهني أن يغير المجتمع نظرته إلى العاملين في وظائف بسيطة، فينظر إليهم باحترام، كشباب مكافحين اختاروا العمل، بدلاً من الوقوف مكتوفي الأيدي في انتظار فرصة غير مؤكدة، ربما لا تأتي أبدا.و يطالب الجهني والغروي المجتمع بتقدير مبادرة الشباب إلى العمل، خاصة في فترة الدراسة الجامعية، التي قد يعجز كثيرون عن التوفيق بينها وبين العمل، ويشدد الطالبان الجامعيان على ضرورة أن يغير المجتمع المحلي نظرته تجاه السعوديين العاملين في وظائف لم يألف المجتمع وجودهم فيها، و يشيران إلى أن العمل الشريف فخر لممتهنه، و هو مقبول و مألوف في معظم دول العالم.