أكد الناشط فائق المير ل «الشرق»: أن اللواء علي مملوك هو وراء اغتيال الدكتور عدنان وهبة أمس الأول في مدينة دوما، وقال: إنه تحدث مع الدكتور الشهيد عدنان وهبة قبل يوم من اغتياله وأخبره أنه أجرى اتصالاً مع اللواء علي مملوك طلب فيه وهبة معرفة مصير ابن أخيه المعتقل منذ بعض الوقت، فرد مملوك بسؤاله عن مكانه، وأجاب وهبة بأنه موجود كالعادة في عيادته في مدينته (دوما) يمارس عمله، فرد عليه مملوك بلغة تحمل تهديداً قائلاً: «ظننتك هارباً وغير موجود في دوما، انتبه لنفسك». والدكتور عدنان وهبة هو ناشط سياسي وقيادي في الثورة السورية وكان أحد كوادر الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه حسن عبدالعظيم إلا أنه انسحب منه بعد مواقف الأخير في هيئة التنسيق الوطنية. من جهة أخرى، حاصرت قوات الأسد الأمنية بلدة «القريا» في محافظة السويداء، مسقط رأس قائد الثورة السورية الأولى سلطان باشا الأطرش، وأطلقت النار بكثافة، ثم بدأت حملة مداهمة وتمشيط للأحياء واعتقالات للناشطين، وعلمت «الشرق» أن حصاراً فرض على بعض المنازل واقتحام منزل الناشط سلامة مراد وتكسير أثاثه واعتقال ولديه جبران وربيع، إضافة إلى اقتحام منازل أخرى واعتقال آخرين، وهذه المرة الأولى منذ بداية الثورة التي تقتحم فيها أجهزة الأمن بلدة في محافظة السويداء بهذه الطريقة، بعد فشل خطتها في ضبط المحافظة عن طريق إشغال سكانها بالصراع فيما بينهم بين مؤيد ومعارض، كما فشلت أيضاً في خلق فتنة بين أهلها وأهل درعا إثر عملية خطف حافلة تقل عناصر شرطة معظمهم من السويداء، واعتبر ناشطون أن عملية اقتحام «القريا» رسالة واضحة مفادها أن السلطة مستعدة للأسوأ، أي للعمليات العسكرية ضد هذه المحافظة في حال استمرت بالانخراط في صفوف الثورة، مؤكدين أن النظام استنفد ورقة المحاباة مع هذه المحافظة واللعب على الوتر الطائفي فيها. وتواصلت ردود الفعل المنددة بخطاب الأسد، وبدأت بموجة سخرية عارمة على شبكة الإنترنت، وانتهت بسيل تظاهرات في معظم المحافظات والمناطق السورية وخاصة في محافظتي حلب ودمشق، ووصلت إلى حد خروج مظاهرة في حي المهاجرين على مقربة من القصر الرئاسي. عسكرياً، تعرضت مدينة حيان في حلب للقصف الصاروخي بعد خروج المراقبين منها، حيث تعذر وصولهم لبلدة الأتارب المنكوبة، وتحدثت أنباء عن انشقاق طائرة حربية في عندان وقصفها لحاجز عسكري في مدخل المدينة. وفي مضايا بريف دمشق، حاول أربعة عناصر الانشقاق من حاجز مطعم النهر، فألقي القبض على ثلاثة منهم، واستطاع الرابع الهرب، مؤكداً أن زملاءه الثلاثة جردوا من ملابسهم وجرتهم سيارة عسكرية، ليعدموا بعد ذلك رمياً بالرصاص. أما في مدينة القصير فحدث انشقاق ثلاثة عناصر بعتادهم الكامل، كما عثر على جثماني الشهيدين سالم العقل ومحمد العقل عند مفرق قرية الصالحية وعليهما آثار تعذيب، وأحدهما محروق بالكامل، وكان حاجز الجورة على الحدود اللبنانية اعتقلهما يوم أمس، كما استشهد جمال خالد الأسعد (الهزاع) من قرية البرهانية تحت التعذيب، بعد أن اعتقلته قوات الأمن قبل أربعة أيام ووجد جثمانه داخل أحد المحلات التجارية بالقرب من حاجز لقوات النظام وعليه آثار تعذيب. وفي القامشلي، انقطعت الاتصالات الخليوية عن المدينة ليل أمس فيما يعتقد أنه تمهيد لعملية أمنية مماثلة، وخروج واضح على استراتيجيته القائمة على إبراز الثورة الشعبية ضده كما لو أنها ثورة دينية طائفية سلفية إرهابية، خاصة وأن الحدثين جاءا بعد خطاب الأسد. وفي محافظة اللاذقية، وجه ناشطون تحذيرات للثوار من الاقتراب من مواطنين وعمال روس قد يعمد الأمن إلى نشرهم في المدينة كمصيدة وفخ للإيقاع بهم إذا ما حاولوا اختطافهم.