تتجه وزارة الزراعة لتحجيم زراعة الأعلاف الخضراء في السعودية، خلال عامين، بواقع 50% كل عام، للحفاظ على مخزون المياه. وأشارت مصادر إلى أن اجتماعاً قريباً سيعقد مع شركات الألبان لإقناعها بالتوجه للاستثمار الزراعي الخارجي، لتأمين حاجتها من الأعلاف الخضراء. وكشف رئيس اللجنة الوطنية الزراعية المهندس عيد المعارك عن خطة لتحجيم زراعة الأعلاف الخضراء محليا، ونقلها للاستثمار الخارجي. والاستفادة من مبادرة خادم الحرمين بالاستثمار الزراعي في الخارج، خاصة في أثيوبيا والسودان، مضيفاً أنه سيتم البدء في عملية التحجيم مرحليا، وقال «سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة الالتقاء بصناع القرار في الشركات الكبيرة لصناعة الألبان، التي تستهلك كميات كبيرة من الأعلاف الخضراء، تصل إلى 50% من حجم إنتاج المملكة، لحثها على الاستفادة من مبادرة خادم الحرمين الشريفين في تأمين حاجتها من الأعلاف عن طريق الاستثمار الخارجي، امتثالا لقرار مجلس الوزراء، بتحجيم زراعة الأعلاف الخضراء في المملكة، ونقلها للاستثمار الخارجي». وأوضح المعارك أن موفدا من اللجنة الوطنية قام بزيارة أثيوبيا برفقة وزير الزراعة، وتم الاطلاع على المشروعات الزراعية هناك، وثبت أن الاستثمارات الزراعية في أثيوبيا، تحقق نجاحا كبيرا، وأن عددا كبيرا من المستثمرين السعوديين هناك أبدوا ارتياحهم من الاستثمار في هذه الدولة بعد انتهاء بعض المشكلات التي واجهتهم في البداية، التي انتهت بالتزام الحكومة الإثيوبية بتسهيل الاستثمار، وحل المعوقات، مضيفا أن السودان أيضاً من الدول التي لديها توجه سيادي باستقطاب الاستثمارات الأجنبية الزراعية، خاصة بعد مبادرة خادم الحرمين الشريفين للأمن الغذائي العربي في السودان، ودعوة الحكومة السودانية للمستثمرين السعوديين للاستثمار الزراعي فيها من خلال منح العديد من المزايا والتسهيلات المشجعة للاستثمار». وبين المعارك أن «شركات الألبان لديها ممثلون في اللجنة الوطنية، يقومون بنقل المعلومات لصناع القرار فيها، الأمر الذي يسهل من عملية التباحث مع هذه الشركات، لإنجاح هذا التوجه الحكومي»، موضحا أن «نتائج وثمار هذا التوجه، ستكون ظاهرة للعيان خلال سنتين من الآن، متى ما كانت هناك جدية وتعاون متبادل لتطبيقه». وقال إن «القرارات التي صدرت من مجلس الوزراء خلال فترات متعاقبة، تحث الشركات على الاستفادة من الاستثمار الزراعي في الخارج». وأكد أن الشركات المحلية المصدرة للألبان ملزمة بتطبيق قرار مجلس الوزراء، الذي ينص على استيرادها للأعلاف الخضراء بقدر ما تصدر من ألبان ومشتقاته، فمثلا إذا صدرت 20% من منتجاتها فإنها مطالبة باستيراد 20% من الأعلاف الخضراء». وذكر المعارك أن المملكة تنتج سنويا كميات مهولة من الأعلاف الخضراء. وقال: «المساحة الزراعة في السعودية تتجاوز مليون هكتار، منها ما يصل إلى 50% مزروعة بأعلاف خضراء، أي مايعادل 500 ألف هكتار، مبينا أن «الإنتاج يختلف من موسم إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، ومن مزارع إلى آخر حسب الظروف المناخية والبيئية». ولفت المعارك إلى أن أبرز المناطق المنتجة للأعلاف الخضراء، هي حائل، والجوف، وتبوك، وبنسبة أكبر من المناطق الأخرى بسبب وفرة المياه في هذه المناطق، بالإضافة إلى مناسبة التربة والمناخ فيها».