مشاري الراجح تعتبر الريادة الاجتماعية لبنة من لبنات المجتمع التي تساهم في التنمية البشرية وتهتم بالقضايا الاجتماعية كالفقر والبطالة والعمل التطوعي، حيث اختلفت التعريفات والمفاهيم للريادة الاجتماعية، ويعرف الرائد الاجتماعي هو الشخص الذي يعي المشاكل الاجتماعية ويقوم باستخدام قواعد وأصول الريادة في ابتكار وتنظيم وإدارة المشاريع لأحداث التغيير الاجتماعي. ولما لها من أهمية في التطوير البشري والفكري للمجتمع، فإن للريادة الاجتماعية دورا كبيرا في المساهمة وبناء جيل واعد من الشباب قادر على إحداث تغير فكري إيجابي نحو المسؤولية الاجتماعية. حيث تعتبر المؤسسات الأكاديمية البداية الأساسية لإحداث التغير الإيجابي في تفعيل دور الريادة الاجتماعية بين أفراده من خلال إشراك الفرد في برامج المسؤولية الاجتماعية (CSR) وتوعية الأفراد مفاهيم الريادة الاجتماعية. ولعلنا نحتذي حذو البروفسيور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام، الذي قدم الكثير لبلاده من خلال تأسيس بنك جرامين عام 1975 ميلادي لدعم الشريحة قليلة الحظ بقروض يسيرة ودون ضمانات مما ساعد في القضاء على نسبة كبيرة من الفقراء من أبناء جلدته. إن الدور الذي تقوم به المؤسسات الأكاديمية في تبني الريادة الاجتماعية لايقتصر على الدعم المادي وإنما هناك محددات رئيسة كالتدريب، والأرشاد، التأهيل وتحفيز الطلاب في المشاركة المجتمعية. حيث تعتبر الريادة الاجتماعية حجر الزاوية المكمل للمؤسسات الأكاديمية في صناعة المبادرات، لما تقوم به من دراسات اجتماعية مبنية على حاجات المجتمع الأساسية. بالإضافة إلى نشر ثقافة العمل التطوعي من خلال الأندية الطلابية وإقامة الملتقيات السنوية التي تقدم حلولا مبتكرة مستندة على المجتمع نفسه. ونظرا لأهمية المشاريع الاجتماعية التي لها طابع إبداعي فإن احتضانها في المؤسسات الأكاديمية يعد مطلبا حيويا لما تتمتع به من إمكانيات مادية و مراكز ريادة وكراسي أبحاث. ولا يزال مفهوم الريادة الاجتماعية يعاني من تأخر المعرفة وحدودها عن غيرها من المجالات، حيث تشمل المشاريع الاجتماعية والبيئية التي تعتمد على التنبؤ بالمشكلات الاجتماعية والحد منها قبل تضخمها كالبطالة والفقر وتحفز التحول الاجتماعي. وختاماً نتمنى أن نرى مشاريع تعالج القضايا الاجتماعية على أرض الواقع لما لها من اهتمام على الصعيد الإقليمي والعالمي الواضح في واقعنا المعاصر.