من المخاطر التي تواجه المستثمرين في أسواق المال ما يسمى «مخاطر التركز»، وهو أن تكون المحفظة المالية غير متنوعة، بل تتكون من سهم واحد أو عدد قليل من الأسهم، مما يعني أن أي تراجع محتمل في أداء الشركة المصدرة لذلك السهم قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في المحفظة. وغالباً ما يتم التغلب على هذه المخاطر من خلال تنويع أوجه مجالات الاستثمار المالي. لذلك يجب على المستثمر تنويع محفظته الاستثمارية بالقدر الذي يجنبه «مخاطر التركز». من المعلوم أن الاستثمارات في الأسواق المالية تواجه ثلاثة مخاطر في الغالب، هي: مخاطر خاصة بالشركة، ومخاطر السوق، ومخاطر التركز. والمقصود بالمخاطر الخاصة بالشركة أن يكون مصدر المخاطرة من داخل الشركة التي أصدرت الأوراق المالية. ومصادر هذا النوع من المخاطر متعددة وتعود إلى طبيعة أعمال الشركة ووقوعها في فخ الديون، ونضوب السيولة اللازمة لتسيير الأعمال، وإفلاس الشركة وتصفيتها، إذ تعطى الأولوية في هذه الحالة لتسديد التزامات الشركة للدائنين وليس لحاملي الأسهم. أما مخاطر السوق فترتبط بالظروف الاقتصادية التي تواجه جميع الشركات في الوقت نفسه. ففي حالات الركود الاقتصادي يتراجع الطلب على جميع السلع، وهو ما يؤثر في أرباح الشركات، ما يجعل قيمة الأسهم تتراجع. كذلك تؤثر العوامل السياسية في استقرار السوق. والمستثمر في السوق المالية، أيّ سوق مالية، يجب أن يراعي في استثماراته: العائد، والمخاطرة، والتنوع، والسيولة. فالعائد هو النسبة المئوية للتغير في قيمة الأصل (موضوع الاستثمار)، ويسعى المستثمر في العادة للاستثمارات المالية التي تحقق له أعلى عائد ممكن. أما المخاطرة فتقاس بمقدار تذبذب قيمة الأصل، أي أن درجة المخاطرة تزداد بازدياد تقلبات أسعار الأصل، وهنا يجب على المستثمر اختيار الاستثمارات التي لا يزيد فيها عنصر المخاطرة على الحدود المقبولة. أما التنويع، فالمقصود به احتواء المحفظة المالية على أنواع مختلفة ومتباينة وغير متجانسة من الأوراق المالية (أسهم مختلفة، سندات، صناديق استثمار)، فالتنوع يؤدي إلى تقليل المخاطر، وهو من الصفات المرغوب فيها لأي محفظة مالية. والسيولة هي القدرة على تحويل الاستثمارات إلى نقود سائلة بسهولة ويسر ودون خسائر. وكلما زادت إمكانية التسييل للاستثمار قلت مخاطره وقلّ العائد منه، فالشركات المعروفة بأدائها المتميز مثلاً تكون أسهمها مرغوباً فيها لدى الجميع، ولا يجد المستثمرون صعوبة في بيعها في أي وقت، ولذلك تُعد درجة سيولتها عالية، وبالتالي تكون مخاطرها منخفضة وعائدها أقلّ من غيرها. والعكس صحيح، فعندما يجد المستثمرون صعوبة في تسييل استثماراتهم تزداد مخاطرها. يشار إلى أن هيئة السوق المالية أصدرت دليلاً توعوياً باسم «الاستثمارات المالية وأسواق الأسهم» يمكن للمستثمر مطالعته على الموقع الإلكتروني للهيئة للوقوف على جوانب تفصيلية في الاستثمار المالي والمخاطر التي تواجه هذا النوع من الاستثمارات.