هزُّ الوسطِ: عمليةٌ واحدةٌ يشتركُ في ممارستِها: وجهُ: «السياسي» المنكمشِ بفعلِ تجاعيدِ المكرِ، وقفا: «الراقصة»! المتكوّرِ بفعلِ خطوطِ طولِ الإغراءِ وعرضِها وإن اختلفتْ إكسسوارات الاحتفال فيما بينهما!. ويمكنُ بطريقةٍ أخرى أن نَعُدَّ هزَّ: «الوسطِ» وملحقاتِه عملةً واحدةً إذ يتناصفُ وجهيها: «مقدمةُ السياسةِ» و: «مؤخرةُ الرقصِ» بينما يتحددُ سعرُ صرفِ ذاتِ: «العملةِ» وَفْقَ طلب: «الردحِ» وعرضِ : «التنقيط»!. ويتأثرُ سعرُ صرفِ العملةِ ارتفاعاً كلما زادت قيمةُ: «العسكري»! وانخفضت أسعارُ الفائدةِ في :«الصناديق»، وذلك بسببِ الطلب المحلّي المتزايدِ على المنتجاتِ الأجنبيّةِ فيتضخمُ بالتالي كرشُ : «السياسيِّ» في حين تضمر أردافُ: «الراقصة»..، وفجأة تنطفئُ الإضاءةُ.. ويعلو رتمُ الإيقاعِ.. ثم لا يلبث أنْ يخفت بالمرةِ.. (الباقي للكبار فقط)! إلى ذلك -يا سادة- فلم تعُد السياسةُ: «فن الممكن» كما قد قيلَ لنا من ذي قبلُ؛ بل ستصبِحُ: «رقصةً» لنْ يظْفَر بنيلِ: «مستحيلها» سوى لاعبٍ واحدٍ وهو بالضرورة مَنْ يتقنُ اللعبَ على إيقاع: «ألفِ نغمةٍ ونغمة «ويجيد المشيَ على سيركِ: «ألفِ حبلٍ وحبل» الأمر الذي يخوّله السيطرةَ على :«الحلبةِ» ابتغاءَ إدامةِ المؤقت. لم تكن الاستعانةُ ب:«تحية كاريوكا» وإعادةُ بعثِها ثانيةً في هذه المقالةِ بوصفها: «راقصةً» كلاّ، وإنما جئتُ بها هاهنا لأن الله تعالى أنطقَها بجملةٍ سيحتاجها: «المصريون» اليومَ أكثر من الحاجةِ إليها في اليومِ الذي قيلت فيه تلك: «الجملة» المكتنزة وعياً سياسياً. وإذن.. فستذكرونَ ما أقولُ لكم يومَ أن يردّد المصريون قريباً :(رحل مبارك... وجاء مباركون)!. ودونكم الحكاية: في العام 1954 لطمَ نصفُ المصريين : «خدودَهم» في حين شقَّ نصفهم الآخر : «الجيوبَ» في سرادقاتِ عزاءٍ صُبَّ فيها: «صياحُ» ندبِ حظ ثورةٍ لمْ تقمْ على سوقها إذ بالكاد مضى عليها عامان!..، ثم كان لها ما كان ب «كوميديا سوداء» يحدثنا عنها: د/ جلال أمين إذ يقول: (.. إن الخلاف شبّ بين من كان يعتبره المصريون جميعاً قائد الثورة: «محمد نجيب» وقائدها الفعلي الذي كان حتى ذلك الوقت متوارياً في الظل: «جمال عبدالناصر». غضب المصريون بشدة على إعلان مجلس قيادة الثورة عزل محمد نجيب، وأصابت الناس لبضعة شهور درجة لا يستهان بها من الإحباط.. إذ استولى عليهم الشعور بأن فرحهم بقيام الثورة في 1952 ربما كان متسرعاً، وأن الأمور السيئة لا تتغيّر بهذه السهولة، وقد يكون هناك قانون طبيعي مؤدّاه أن صاحب السلطة يجب أن يتجبّر، وأن السلطة مفسدة، والسلطة المطلقة لا بد أن تؤدّي إلى الفساد المطلق. فإذا كان الملك والملكية قد زالا فربما كان العهد الجمهوري الذي أعلن في 1953 ليس إلا ملكية مستترة!. صدرت عن: «تحية كاريوكا» في هذه الفترة أو على الأقل نُسِبَ إليها قولها: «ذهب فاروق وجاء فواريق» أي أن المستبد الواحد حلّ محله عدة مستبدين... وكانت النتيجة أن وضِعَت تحية كاريوكا في السجن مائة يوم...) انتهى (من كتابه شخصيات لها تاريخ). أيّاً تكن النتائج فسيستشهد البعض بقول أبي العلاء المعري: إذا رامَ كيداً في الصلاةِ مقيمُها فتاركها عمداً إلى اللهِ أقرَبُ