علي عبدالعزيز البخيت - مدير العلاقات العامة بهيئة الربط الكهربائي لمجلس التعاون الخليجي شهدت نهاية القرن العشرين ظهور مجموعة من المفاهيم والمداخل والنظم الجديدة في مجال الإدارة العامة مثل إدارة الجودة الشاملة TQM، وإعادة الهندسة Re-engineering، وإعادة الهيكلة Re- structuring. ومع بداية التسعينيات من القرن الماضي، بدأت الحكومات الغربية تعطي اهتماماً كبيراً للشركات والمنظمات التي لديها مستوى أفضل من المعرفة Know Best، بمعنى أنها ذات مستوى متميز ومتفوق في مجال كيفية الحصول على المعرفة والتعامل معها وتطبيقها والاستفادة منها. وفي هذا الإطار، برز مفهوم «إدارة المعرفة Knowledge Management».وتشكل إدارة المعرفة أحد التطورات الفكرية المعاصرة، حيث تعاظم دورها في تحقيق الميزة التنافسية في مجال منظمات الأعمال. وقد تبلور ذلك في ظهور وظائف جديدة في الهياكل التنظيمية لبعض هذه المنظمات، خاصة الكبرى منها. وتعكس هذه الوظائف مسؤوليات إدارة المعرفة. ويتميز مجتمع المعرفة – مجتمع ما بعد الرأسمالية- بأن المورد الرئيس فيه هو المعرفة وليس رأس المال أو الخامات وغيرهما من عناصر الإنتاج. وفي هذا الصدد يقول الدكتور الهواري (لم تعد منظمات القرن العشرين صالحة للقرن الواحد والعشرين، بعدما بدأت موجة تحرير التجارة العالمية وانتشرت ظاهرة الخصخصة وحدثت اندماجات وتكتلات واشتدت المنافسة عالمياً ومحلياً، إن منظمة القرن ال 21 لابد وأن تختلف اختلافًا جوهريًا عن المنظمات الحالية سواء كانت تلك المنظمات شركات أو بنوكا أو حتى منظمات لا تهدف الربح، فإما أن نتجدد أو نتبدد، لقد انتهى زمن الشعارات والكلام)، ونود أن نسلط الضوء على المتغيرات والتحولات العالمية التي من شأنها رفع كفاءة عمل المنظمات الخليجية، وهي كما يلي: (أ) ثورة الاتصالات ونقل المعلومات: إن التغيير السريع في التكنولوجيا قد خلق فرص عمل غير عادية، انظر مثلًا إلى الإنترنت وسيطرتها الكونية، إن هذا التقدم التكنولوجي مكن الشركات من الاعتماد على الغير لتوفير الاحتياجات في الوقت الملائم وبتكلفة أقل، فتأثير تكنولوجيا المعلومات يظهر في تخفيض المهارات أو رفع مستوى قيمة العمل. ويقول روبرت بالدوك (تمضي الشركات في أن تكون عالمية، مدعومة بواسطة شبكات التحالفات وبواسطة التطورات في التكنولوجيا، فقد عززت شبكات الإنترنت ومن يقدمون خدمة الوصل مع شبكة الكمبيوتر، التجارة الإلكترونية، ومكنت الشركات الأصغر من الوصول إلى الأسواق الكبيرة حول العالم، وبذلك لن تحتاج مشروعات الأعمال التجارية لأن تكون كبيرة)، (ب) المنافسة بصور جديدة ومختلفة: إن التغيرات العالمية المعاصرة فرضت على كثير من الشركات أن تنافس غيرها بقوة وفي نفس الوقت تتحد معها في تكتلات عالمية من أجل زيادة قوتها في الحصول على أسواق أكبر فلم يعد الأمر كذلك مثلًا أيام IBM كل شركة منفصلة عن غيرها بل أصبحت الشركات تدخل في تحالفات قوية (مثل ميكروسوفت وإنتل). (ج) انفتاح الأسواق وتداخلها: إن تتدفق الأموال والمعلومات أصبح عالميًا، فالمنظمات من مختلف الجنسيات تبيع وتشتري وتستثمر في كل منطقة تظهر فيها فرصة، إن أي منظمة تستطيع أن تعرض سلعها في الإنترنت وتستقبل طلبات الشحن والدفع دون أن يكون هناك مكان للتعامل. (د) إدارة المعرفة: لقد كنا نؤمن لفترات طويلة بأن الأرض والعمل ورأس المال هي عوامل الإنتاج (بالإضافة إلى التنظيم) وأصبح اليوم من الواضح أن الأصول العقلية هي أهم عامل من عوامل الإنتاج على الإطلاق، إن التكلفة الكبيرة اليوم هي التكلفة الناتجة من المعرفة والمعلومات والمهارات المرتبطة بها، وليس المقصود هنا توافر المعرفة عند عدد محدود من الناس في المنظمة بل إنه لكي تتحقق الميزة التنافسية فلابد من وضعها في نظام أو قاعدة معلومات تكون متاحة للجميع، ومن هنا نلاحظ أن الكثيرين يتكلمون عن عنصر المعرفة أو عنصر المعلومات.