تجاوز لبنان أزمة كادت أن تشعل حرباً فيه يوم أمس، فغليان النفوس وصل حد إعلان حرب طائفية، قوامها تقسيم مناطقي بين الطوائف. فمناطق الشمال بالأمس كانت شبه خالية. لا حركة سيارات فيها. كما أغلقت المدارس والمحال التجارية. ولزم المواطنون منازلهم. حالة من الحذر والترقب كانت تسود لبنان. الغليان كان يسير على إيقاع جلسة استجواب المولوي في المحكمة العسكرية في بيروت. هدّدت المجموعات السلفية والأحزاب السياسية والأهالي في مناطق الشمال أنهم سيقطعون الطرق ويُحرقون الإطارات.إن لم يُطلق سراح المولوي. والضغط كان يزداد على قضاة التحقيق. وسائل الإعلام كانت تتولى النقل المباشر من المحكمة. مرّت ساعات عدة على بدء جلسات الاستجواب، قبل أن يُعلن الخبر. شادي المولوي حُرّ بكفالة قدرها نحو 300 دولار أمريكي. وأُخلي سبيل المشتبه به بالانتماء إلى تنظيم القاعدة بموجب كفالة مالية. وأُرسلت سيارة وزارية لتنقل المتهم بالإرهاب من المحكمة العسكرية إلى عاصمة الشمال طرابلس. في الفيحاء هناك كانت الحشود تنتظره. بدأ الاحتفاء بالمناسبة التي “لن تُنسى”. خلال المهرجان، تحدّث المولوي مخاطباً الجماهير. أعلن أن اعترافاته جاءت تحت الضغط. شكر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وغادر. اختلفت ردود الفعل حول إخلاء السبيل. فاستنكر البعض أن يترك متهمٌ بالإرهاب علماً أن القانون يُحتم على القاضي أن يبقيه رهن التوقيف الاحتياطي. لا سيما أن ذلك يُجهز على هيبة القضاء والأجهزة الأمنية التي نفّذت. كما اتّهموا الرئيس نجيب ميقاتي بأنه قايض إطلاق السراح مقابل الحفاظ على رئاسته للحكومة. في المقابل، اعتبر آخرون أن إخلاء السبيل الذي حصل هدأ الاحتقان الحاصل. لا سيما أن الإطارات سُحبت من الشوارع وأُعيد فتح الطرقات. وبموازاة ذلك، كانت جبهة أُخرى تشتعل. في الشمال أيضاً. رفع سياسيّو المناطق سقف الخطاب. فطالبوا بإعدام الضباط والعناصر المتورّطين بقتل الشيخ أحمد عبدالواحد ومرافقه. ومن جهة أخرى، ترددت معلومات أن عناصر من “الجيش السوري الحر” اختطفوا 12 شاباً لبنانياً في حلب كانوا عائدين من الزيارة في إيران. وذكرت المعلومات أن المسلّحين الذين اعترضوا الحافلة التي مرّت في حلب، طلبوا من الرجال الترجّل من الحافلة قبل أن يسمحوا للنسوة بإكمال طريقهن. وعقب ذلك، نزل أهالي المخطوفين إلى الشوارع في الضاحية الجنوبية لبيروت مطالبين بإطلاق سراح أبنائهم الذين لا دخل لهم بالصراع الجاري.