مضت أكثر من تسعة أشهر على تصريح الرئيس أوباما بأنَّ بشار الأسد يجب أن يتنحى، ومن الواضح أنَّ الدبلوماسية والعقوبات وحدها لن تزيح الدكتاتور السوري. على العكس، حملة القتل التي يقوم بها الأسد سوف تستمر بلا أمل بحل دبلوماسي – الأمر الذي سيجر سوريا إلى حرب أهلية دموية طائفية طويلة – إلى أن يتحول توازن القوى داخل البلد ضده. لسوء الحظ فإن الولاياتالمتحدة لا تفعل حتى الآن أي شيء حاسم لتحويل الدفة العسكرية ضد الأسد ولن يفعل أي بلد أو تحالف من الدول ما يكفي بغياب القيادة الأمريكية. هذه هي الاستنتاجات التي خلصت بها بعد زيارتين خلال الشهر الماضي إلى الشرق الأوسط، حيث التقيت مع زعماء المعارضة في المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، واللاجئين السوريين الذين هربوا مؤخراً إلى تركيا ولبنان، وسوريين شباب شجعان ناشطين في تنظيم المقاومة في بلدهم، وقادة الدول الرئيسة في المنطقة. هناك رسالة سمعتها باستمرار من المعارضة السورية وشركاء الولاياتالمتحدة، وهي الإحباط حيال عدم قيام الولاياتالمتحدة، التي دعت لإسقاط الأسد، بما يكفي لتحقيق ذلك. يتساءلون فيما إذا كان السبب هو أنَّ الولاياتالمتحدة تستعد لتعقد صفقة مع إيران لإنهاء برنامجها النووي مقابل إبقاء الأسد في السلطة؟ هل السبب هو الضغط الإسرائيلي لحماية الأسد، «الشيطان الذي يعرفونه»؟ نظريات المؤامرة هذه غير صحيحة على الإطلاق – كما أوضح مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون على أعلى مستوى- لكنها تبين عمق المشاعر التي يحس بها السوريون بأنَّ العالم تخلى عنهم. ما يحدث في سوريا كارثة إنسانية، مع مقتل عشرة آلاف شخص على الأقل، وهناك أكثر من مليون نازح وترتكب انتهاكات مخيفة لحقوق الإنسان يومياً، بما في ذلك الاستخدام الواسع والمتعمد للاغتصاب والاعتداءات الجنسية الأخرى كأسلحة في الحرب. • جوزيف ليبرمان