بمناسبة نهائي دوري أبطال أوروبا بين بايرن ميونخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي والذي سيقام في اليانز أرينا، أصدر الإتحاد الأوروبي كتابه الخاص بهذا النهائي من 116 صفحة تتضمن نظرة على الفريقين ومدربيهما واللاعبين وكذلك على مسيرة البطولة ومعلومات أخرى. لفت نظري في الكتاب زاوية بعنوان “القيادة من المقدمة”، وهي تقدم آراء خمسة كباتن قادوا فرقهم في نهائي بطولة أوروبية أحرزوها. أول هؤلاء القادة كان البلجيكي “إيريك غيريتس” مدرب منتخب المغرب، ومدرب الهلال السابق. غيريتس أحرز مع فريق بي إس ڤي إيندهوفن الهولندي بطولة كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا حالياً) في موسم 1987-1988 حين تغلبوا يومها بقيادته على بنفيكا البرتغالي بركلات الترجيح. أبرز ما قاله البلجيكي غيريتس عن شعور حمل الشارة في مناسبة كهذه: الإحساس بالفارق في حملك لشارة الكابتنية لن تشعر به إلا بعد النهائي وحمل الكأس، فيما عدا ذلك كانت المشاعر طبيعية، رغم اقصائنا لريال مدريد في نصف النهائي إلا أن ذلك لم يتطلب مني أي دور إضافي كقائد، فالتأهل كان نتيجة حتمية لفريقنا القوي آنذاك. كما أكد غيريتس أن أهم ما يميز القائد هو علاقته وقربه من المدرب، وضرب بذلك مثلاً لما كان يقوم به المدرب الهولندي الشهير “غوس هيدينك” مدرب إيندهوفن في ذلك الوقت معه كقائد للفريق، حيث أنه كان يطلب منه استشارة اللاعبين في اختيار أحد تكتيكين مختلفين لتنفيذه في المباريات، وهو بذكائه العالي يعلم تماماً ما سيقوم اللاعبين باختياره، ولكنه يريد أن يشعرهم بأنهم هم أصحاب القرار ليقوموا بتقديم كل ما لديهم دفاعاً عن اختيارهم وهو في واقع الأمر اختيار المدرب. كما أن دور القائد يظهر في تعامله مع المشاكل التي تحدث بين اللاعبين، حيث ينبغي عليه التدخل لحلها دون إقحام المدرب، مشيراً إلى أن بعض المدربين يلاحظون وجود المشكلة ويسعون هم إلى حلها، أو توجيه المدرب للقيام بذلك. الداهية البلجيكي غيريتس ختم كلامه قائلاً: أنا لست ساحراً، دوري لم يتجاوز كوني وسيلة تواصل بين المدرب واللاعبين، كنت جسراً لإيصال ما يريده هيدينك. شخصياً أؤمن دوماً أن الكابتنية هي تكليف وليست تشريف، وأن على القائد أدوار كبرى يستوجب القيام بها خلاف النقاش مع الحكام والتصوير في المنصات والتصريح للإعلام، إعداد القادة يستوجب عملاً تأهيلياً كبيراً إضافة لصفات قيادية فطرية، أعتقد أن أكثر نجومنا يفتقدونها وأكثر أنديتنا لم تعطها حقها مع الأسف الشديد. دوري أبطال أوروبا | نادي الهلال