صرخات جريدة «كيهان» الرسميّة الموالية لخامنئي وتحذيرها الشديد من مشروع «جدّي وخطير» لتعجيز خامنئي عن القيادة والسيطرة على الأزمات، ينذر ببداية وقوع الكارثة في إيران وإمكانية انهيار «دولة»، يتصارع قادتها على السلطة والنهب. وانتقدت «كيهان» بشدّة التصدّعات الجدية داخل التيار الحاكم، وأكدت أن وجود صراعات حقيقية في أوساط التيار الأصولي المهيمن على السلطة، بلغ إلى حد إفشاء أسرار النظام وتعميق الهوة، وكذلك تغيير المسار من المنافسة إلى الحقد والكراهية المفرطة. وأشارت «كيهان» لوجود «مخطط يبدأ بالهجوم على شخص خامنئي وينتهي بكسر هيبته من خلال تناحر المجموعات السياسية وإرغامه على الدخول في النزاعات فيما بينها»، خاصة وأن الاصطدامات ستبلغ أوجها مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في إيران بعد أقل من سنة. واعترفت «كيهان» بوجود مجموعات تسعى لخلق الأزمات لخامنئي، وشاهدناها إبان الحركة الاحتجاجية عام 2009 التي سُمّيت «بأصحاب الفتن»، مثلما يطلق التيار الأصولي الموالي لخامنئي اليوم على نجاد وجماعته تسمية «المنحرفين». إلا أن هذا التيار وبالتقائه مع الحركة الاحتجاجية والتيار الإصلاحي، يبدو أكثر تعقيداً وأشد خطورة على النظام، ويدفع باتجاه عجز خامنئي عن السيطرة على إدارة الحكم، وبالتالي القيام بتغييرات جذرية في بنية النظام وهيكليته. ويخشى التيار الأصولي الحاكم بزعامة خامنئي من تكرار تجرية أحداث 2009 التي رافقت عملية تزوير الانتخابات، وانتقال داء الانشقاق السياسي إلى الشرخ الاجتماعي، خاصة وأن ديموغرافية إيران تبدو أكثر من حسّاسة بسبب زيادة الضغط الذي تمارسه الشعوب غير الفارسية ضمن جغرافية ما تسمّى بإيران التي تبلغ نسبتها %75 من تعداد السكان قياساً بالفرس، إلا أن جميع السلطات تختزل في الأقلية الفارسية دون سواها.