قبضت الجهات الأمنية في منطقة الجوف على قاتل الطفل محمد العازمي (ثمانية أعوام)، في محافظة القريات أمس، وطعن الجاني الطفل ثماني طعنات في منطقة البطن، ثم أحرق جثته في منطقة صحراوية، وعثر عليها بعد بلاغ قدمه مواطن للجهات الأمنية. وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة الجوف بالنيابة العقيد مفلح الثلج في بيان إلحاقي العثور على الجاني، وهو في العقد الثالث، مبينا أن التحقيق معه كشف عن إدانته بقتل الطفل، وصدق اعترافه شرعاً، مشيرا إلى أن التحقيق لا يزال جاريا لمعرفة ملابسات القضية. وتعود تفاصيل القضية إلى بلاغ تقدم به أحد أهالي القريات إلى الجهات الأمنية، يفيد بفقدان شقيقه، من أمام منزله في حي الرفاع، منذ يوم الجمعة السادس من شهر جمادى الآخرة الجاري، وأوضح الثلج أن المبلغ لم يتهم أحدا، مشيرا إلى تشكيل فرق أمنية للبحث عن الطفل. وبعد يومين من البحث عن الطفل، أبلغ مواطن الجهات الأمنية عن جثة متفحمة في منطقة صحراوية شرق محافظة القريات. ورافق الدوريات الأمنية إلى الموقع خبير في قص الأثر «المري». وأصدر الثلج بيانا أكد فيه العثور على جثة متفحمة بالقرب من الخط الدولي، الأحد الماضي، وبمعاينة الجثة تبين أنها لذكر في العاشرة من العمر تقريبا، مرجحا أن تكون الجثة للطفل المفقود محمد العازمي، وبعد مطابقة عينات من الحمض النووي مع والد الطفل العازمي، أثبت التحليل أن الجثة تعود للطفل المفقود. وكشفت مصادر ل»الشرق» أن خبير قص الأثر، الذي رافق الجهات الأمنية، أشار إلى أن السيارة التي كانت في الموقع صغيرة، مرجحا أنها سيارة أجرة، وعلى إثر ذلك تحرى رجال البحث الجنائي عن سيارات أصحاب السوابق المقاربة للمواصفات المذكورة، وأضيف لها مراجعة كشوفات وسجلات مكاتب تأجير السيارات، لمعرفة مواعيد استئجارها خلال الفترة ذاتها، والتحري عن هوية المستأجرين. وأحدث خبر التأكد من مقتل الطفل وإحراقه صدمة لدى أسرة سالم العازمي، بسبب الطريقة الوحشية التي نفذها المجرم مع الضحية، ولاسيما والدة الطفل محمد، التي نقلت إلى مستشفى القريات العام وهي في حاله نفسية سيئة. وزار وفد من الجمعية السعودية لرعاية الطفولة أسرة العازمي وقدموا لوالد الطفل العزاء. وأكدت مصادر ل»الشرق» أن الشكوك دارت حول صاحب سوابق من جيران الطفل، وأن المشتبه به من أرباب السوابق، وهو شاب في العقد الثالث وأعزب، وبعد مراقبته تبين أن تصرفاته مثيره للشكوك، وتم استدعاؤه للتحقيق، وعزز الشكوك معلومات قدمها مواطن عن مشاهدته رجلا يحاول سحب الطفل محمد بالقوة إلى سيارة، وظن حينها أنه من أسرة الطفل. وأكد سالم العازمي، الذي كان صابرا على هول الفاجعة، أنه على ثقة بقدرات رجال الأمن وتمكنهم من القبض على المجرم، معتبرا الجريمة فردية لا تعكس واقع المجتمع بالقريات، وتوافدت خلال أيام العزاء على الأسرة جموع كبيرة من مختلف مدن ومحافظات المنطقة لتقديم العزاء. صورة للطفل خاصة بالشرق