أثبتت الدراسات الحديثة أهمية العلاج الدوائي، في علاج حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وليس كما كان في الدراسات السابقة، بل إن الدواء العلاجي أصبح له دور مهم، بالإضافة إلى العلاج النفسي السلوكي والعلاج التربوي التعليمي. وتعمل الأدوية العلاجية على التقليل من فرط الحركة، زيادة التركيز، تقليل الاندفاعية، التقليل من العنف، وتخفيف القلق والاكتئاب والانسحاب الاجتماعي. ونظراً لأن اضطراب فرط الحركة وضعف التركيز حالة مزمنة، فإننا نعطي العلاج لسنوات حتى ينمو الجهاز العصبي للطفل، ونقوم كل سنة أو سنتين بمحاولة إيقاف الدواء واختبار أداء الطفل بدونه، وتتكرر هذه المحاولة عدة مرات حسب الحالة ورأي الطبيب المعالج. هناك الكثير من الأدوية التي تم استخدامها، وأثبتت الدراسات نجاحها في التقليل من فرط الحركة، كما زيادة فترة التركيز، ومن أهم هذه الأدوية «المنبهات العصبية»، التي قد يبدو من اسمها أنها تزيد من النشاط والحركة، ولكن الحقيقة أنها تعمل على تخفيف الحركة وتزيد من درجة الانتباه بدون وجود للتخدير، الذي يؤثر على القدرات الفعلية للطفل، وعادة ما تعطى لحالات فرط الحركة المسيطر، كما يتم إعطاؤها لحالات قلة الانتباه المسيطر( بدون وجود فرط حركة). هذه الأدوية لا تعطى عادة للأطفال أقل من ست سنوات، ويجب أن تكون تحت إشراف طبي لمتابعة الحالة وتأثيرات الدواء الجانبية، كما يجب أن تكون مصحوبة بالعلاج النفسي السلوكي. ومن أمثلتها: ميثايل فينيدات methylphenidate، وهو الدواء الأكثر استخداماً حيث إنه يزيد مدة التركيز، ويجعلهم أهدأ وأقل حركة، يقلل عنادهم ويسهل التعامل معهم، يزداد إحساسهم بالآخرين، يستطيعون السيطرة والصبر بشكل أفضل، يقل تقلب مزاجهم، تقل اندفاعيتهم، ويفكرون قبل أن يتصرفوا، يتحسن أداؤهم الدراسي بشكل كبير ويقل عدم تنظيمهم. يحتاج وصف الدواء إلى نوع من التدرج في زيادة الجرعة بحسب الطفل وحجمه وحالته وتقبله للعلاج، ولهذا لابد من التعاون بين الطبيب والعائلة للوصول إلى جرعة مناسبة.