لماذا حظي الصقر في الذاكرة العربية بتقدير وحفاوة واحترامٍ وصل به إلى حدِّ أن وضعه العربُ رمزاً للبطولة رغم أنهُ قاتل وفتاك؟ فيما نرى أن العرب منحت الغراب شهادة سوء سيرة وسلوك وأوسمة احتقار وازدراء لأنه يأكل الجيف ولا يقتل ولا يفتك؟ وأظن أننا لو نظرنا إلى هاتين الصورتين بمعانٍ إنسانية صادقة لانقلبت المعادلة؟ وقد انتبه إلى هذا أبو العلاء المعري إذ يدعو الغراب المسالم إلى ارتكاب الجرائم ليحظى بالتقدير والاحترام فيقول «جر يا غراب وأفسد لن ترى أحداً * إلا مسيئاً، وأين الخلق لم يجرِ؟» ولكن الفاجعة تقول: ما الذي دفع العرب إلى ذلك؟