أليس من المثير للاهتمام أن اليقظة العربية بدأت في تونس مع بائع فواكه تعرض للمضايقة من قبل الشرطة لأنه لم يكن يحمل ترخيصا لبيع الأغذية وذلك في نفس اللحظة التي وصلت فيها أسعار الأغذية العالمية إلى مستويات قياسية؟ وأن اليقظة في سوريا بدأت مع المزارعين في درعا جنوب سوريا، الذين كانوا يطالبون بحق بيع وشراء الأراضي قرب الحدود، دون الحاجة إلى تصريح من المسؤولين الأمنيين الفاسدين؟ وأنها تحفزت في اليمن – أول بلد يتوقع أن تنضب فيه المياه في العالم – بقائمة من المظالم ضد حكومة ليست مؤهلة، ومن أهم المظالم أن مسؤولين كبارا يحفرون الآبار في أراضيهم في الوقت الذي يفترض فيه أن تمنع الحكومة مثل هذه الممارسات غير الشرعية؟ عبد السلام الرزاز، وزير المياه اليمني صرح لوكالة رويترز الأسبوع الماضي «المسؤولون أنفسهم كانوا الأكثر نشاطا في حفر الآبار، كل وزير تقريبا قام بحفر بئر في منزله».جميع هذه التوترات حول الأرض والمياه والغذاء تقول لنا شيئا ما، أن اليقظة العربية مدفوعة ليس فقط بضغوط سياسية واقتصادية، ولكن، بصورة غير مرئية، بضغوط بيئية وسكانية ومناخية أيضا، إذا ركزنا فقط على الضغوط السياسية والاقتصادية، فلن نتمكن مطلقا من المساعدة في استقرار هذه المجتمعات. خذوا سوريا على سبيل المثال، كتب فرانسيسكو فيميا و كايتلين ويريل في تقرير لمركز المناخ والأمن في واشنطن «اضطرابات سوريا الاجتماعية الحالية هي ردة فعل على نظام قاس وبعيد عن الحقيقة، لكن تلك ليست القصة الكاملة، السنوات الأخيرة شهدت عددا من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمناخية الهامة في سوريا والتي سببت تآكل العقد الاجتماعي بين المواطن والحكومة. *كاتب أمريكي