يعد مشروع إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي بمنطقة جازان أنموذجاً يحتذى به، وذلك لتعدد الأنظمة الإنشائية المستخدمة في إنشاء الوحدات السكنية، فقد تم المزج بين المباني التقليدية والمباني مسبقة الصب من أجل اختصار الزمن. كما روعي في التصميم مبدئياً توفير الوقت والتكلفة، وذلك باستبدال الأسقف الإنشائية التقليدية إلى أسقف إنشائية مسبقة الصب مما زاد في جودة المسكن من جانب، وتوفير المدة الزمنية من جانب آخر. وكذلك أدى استخدام البلاطات المجوفة إلى عمل عزل حراري أولي للأسقف. ومع بداية المشروع وتسارع وتيرة التنفيذ سمحت إدارة المشروع باستخدام أنظمة إنشائية أخرى تزيد الجودة وتقلل التكلفة كاستخدام المباني مسبقة الصب لكامل الوحدة السكنية. وكذلك استخدام الشدات النفقية والتي ساهمت بشكل ملحوظ في توفير المدة الزمنية. إضافة إلى ذلك كله لم يُغفِل المصمم والمنفذ مراعاة تصميم جميع المباني في المشروع ضد الزلازل وأخذ ذلك في الحسبان. وعطفاً على حديثي السابق فإن المشروعات الأفقية تحتاج إلى مرونة ودراية في اتخاذ القرارات السريعة التي تساهم في إنجاز المشروع في فترة وجيزة، فالسماح بتعدد الأنظمة الإنشائية دون الإخلال بالجودة والمحافظة على مواصفات المشروع المطلوبة من حيث العوازل الحرارية ساهمت كثيراً وبشكل ملحوظ في سرعة الإنجاز. كما أن تقنيات البناء لم ولن تتوقف في ظل سرعة التطور في المشروعات على مستوى العالم، ومشروع الإسكان استخدم أحدث تلك التقنيات والعلوم لإنهاء المشروع على الوجه الأكمل وبطرق احترافية يبقي المشروع شاهداً على تلك الاحترافية في الاستفادة من تلك التقنيات. م. عبد الخالق عبيد القرني