تظاهر مئات اللبنانيين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت أمس، رفضاً لسياسة فرض الضرائب غير العادلة على الشعب ودعماً لإقرار سلسلة الرتب والرواتب ووقف الهدر والفساد، وشارك في المظاهرة منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى حزب الكتائب حزب الوطنيين الأحرار والتقدمي الاشتراكي. وحمل المتظاهرون شعارات تندد بالحكومة اللبنانية والمجلس النيابي رافضين أي زيادة ضريبية على الفقراء. واستقدمت القوى الأمنية تعزيزات مكثّفة إلى محيط التظاهرة، وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام ألقى بعض المتظاهرين المفرقعات على عناصر الأمن الموجودين في المكان. فيما عمد بعضهم إلى إزالة الحواجز الحديدية التي وضعتها السلطات الأمنية بغية منع اقتراب المتظاهرين من بعض المباني الرسمية لا سيما مقر البرلمان اللبناني الذي يقع وسط بيروت. وأفادت الوكالة إلى أن هناك محاولة لإزاحة الحاجز الحديدي الذي يفصل بين القوى الأمنية والمتظاهرين في ساحة رياض الصلح، وأنه تم استقدام تعزيزات لقوة من مكافحة الشغب. وبحسب الوكالة، فإن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وصل إلى ساحة رياض الصلح وخاطب المتظاهرين المحتشدين في الساحة بالقول: «نحن هنا وعدناكم أن نكون واضحين معكم، وإن شاء الله سترون أن هذه الحكومة مع فخامة الرئيس سوف تكون دائماً إلى جانبكم وإلى جانب الناس ووجع الناس». وأضاف: «صحيح أن هناك هدراً في البلد وصحيح هناك فساد، ولكننا سوف نحارب هذا الفساد، وأنا أحببت أن آتي إليكم من أجل أن أقول لكم إننا سوف ننهي إن شاء الله هذا النوع من الفساد وسنوقف الهدر، وإن شاء الله سنكمل المسيرة معكم». وختم قائلاً: «نحن أتينا بثقة الناس، وسوف نكمل هذا المشوار، وهذا المشوار سوف يكون طويلاً، وسنتابع محاولة وقف الهدر والفساد». وإثر أعمال الشغب انسحب معظم المتظاهرين من الساحة بهدوء، وأعلن حزب الكتائب انسحاب مناصريه من الساحة، كما أعلنت أيضاً منظمتا الطلاب في حزب الوطنيين الأحرار والتقدمي الاشتراكي عن انسحابهما من ساحة رياض الصلح، بعد لجوء عدد من الملثمين إلى افتعال إشكالات ومواجهات مع القوى الأمنية. والأسبوع الماضي وافق مجلس النواب اللبناني على عدد من الزيادات الضريبية، أبرزها زيادة ضريبة القيمة المضافة بنقطة مئوية واحدة. ويتوقع أن يوافق البرلمان في الأسابيع المقبلة على زيادة عدد من الضرائب.