بدعوة كريمة من أرامكو، استضافت المدينة الصناعية بجازان في الأسبوع المنصرم عدداً من المفكرين والإعلاميين في المملكة العربية السعودية. لقد أُسست وبُنيت هذه المفخرة الوطنية من رؤية قيادة هذا البلد المبارك بإنشاء مدينة اقتصادية متكاملة في منطقة جازان لتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة في منطقة جازان، وتعزيز البنية التحتية التي ستوفر مكاناً جاذباً لصناعات مربحة، ستوفر بإذن الله فرصاً إضافية لسوق العمل في منطقة جازان. إن إنشاء المدينة الصناعية في جازان يهدف لجذب الاستثمار المحلي والدولي لإنتاج ما نستورده داخلياً وإحلال وتوطين التقنية من خلال شراكات مع المستثمرين من الخارج وما ينتج عن ذلك من تطوير للموارد البشرية والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية. ستكون مصفاة وفرضة جازان نموذجاً للمصانع الحديثة في تعزيز القيمة المضافة للمواد الخام، الذي سيلبي بإذن الله الطلب المحلي لمنطقة جازان والمناطق المحيطة، وستكون المنتجات منافسة دولياً بكافة أشكالها لجودتها ومطابقتها المعايير الأوروبية. بطاقة إنتاجية تصل إلى 400 ألف برميل يومياً من الزيت العربي الثقيل أو المتوسط الذي سيغطي 20 % من احتياج السوق السعودي. يوجد في هذه المصفاة النوعية أكبر وحدة تقطير للنفط الخام في العالم. وسيتم خدمة المصفاة في استيراد النفط الخام من حقولنا النفطية أو تصدير المنتجات البترولية للخارج من خلال ثلاثة أرصفة بحرية في فرضة المنتجات البترولية التي تستقبل السفن البترولية أيا كان حجمها. أخذت أرامكو على عاتقها التكامل والشمولية في التخطيط من خلال إنشاء محطة الكهرباء المزدوجة، التي تتكامل من خلال منتجات مصفاة التكرير المتبقية وغير المستفاد منها في بعض المصافي، التي سيستفاد منها من خلال تقنية متطورة تعتمد على أكبر معمل لتبخير الرواسب البترولية الذي سيعطي بعداً اقتصادياً في إنتاج المنافع والهيدروجين لمصفاة جازان،يعني في المحصلة عدم وجود عناصر ملوثة متبقية من المصفاة من عمليات التكرير. ستساعد هذه المحطة الكهربائية في إنتاج الكهرباء النظيفة وبكفاءة عالية تصل إلى 3900 ميجا واط. سيكون الميناء التجاري والصناعي في خدمة المدينة بطول 1.6 كيلو متر وبطاقة 2.5 مليون حاوية. وتقوم أرامكو ببناء محطة تحلية مياه بطاقة 60 ألف م3 في اليوم، وكذلك إنشاء شبكة ومحطة معالجة مياه الصرف بطاقة تصل إلى 40 ألف م3 في اليوم. ستوفر هذه المدينة الحالمة حوالي 75 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر لأهل جازان، وما يتبعها من فرص عقود التشغيل والصيانة، والخدمات المعيشية واللوجستية والمساندة، والصناعات القائمة على التكامل من منتجات المدينة والمصفاة. لقد أخذت شركة أرامكو على عاتقها زمام المبادرة في المسؤولية الاجتماعية وذهبت بعيداً عن باقي الشركات الوطنية في ملامستها حاجة المجتمع والأفراد. ففي جازان امتدت يد الرعاية لشجرة البن، حيث وفرت المعدات والأدوات لما يزيد عن 500 مزارع من أهلنا هناك، دربتهم على أحدث الطرق في الاستزراع والحصاد بطريقة تجعل المحصول عالي الجودة من خلال استقدام خبراء من جمعية البن العالمية. لقد حاز محصول هذا العام 2017 ولله الحمد على تقدير وتصنيف مركز تقييم البن «بووت كامب» في الولاياتالمتحدة وكذلك «فالكون» للقهوة في بريطانيا، وحصل البن السعودي ولأول مرة على درجة 83 من 100 على مقياس الجودة العالمي، الذي مكن البن السعودي من التصنيف «بن» عالي الجودة وفق المعايير الدولية. لم تكتف شركة أرامكو بذلك لأهلنا في جازان، فقامت هذه الشركة الوطنية بإنشاء شاطئ بيش الرملي بطول 1.7 كيلومتر، الذي يحتوي على مسطحات خضراء تتناغم مع شاطئ البحر بطريقة هندسية ساحرة، ويخدم الشاطئ جملة من المطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه والملاعب، ومرفأ عالي المستوى للصيادين والهواة من المنطقة. الشكر والتقدير منا لسعادة المدير التنفيذي للمصافي بشركة أرامكو المهندس سليمان البرقان الذي أبهرنا بخلقه وعلمه وتواضعه ووطنيته، الشكر لمديري العموم المرافقين لنا، عبدالله السويلم، فؤاد العزمان، عبدالله العيسى، عبداللطيف العبدالهادي، وعمر العبداللطيف. لقد خطط وصمم أبناء وطني هذه المدينة «المفخرة»، وها هي أرامكو بثقافتها العلمية والعملية في عملها، ستبني لنا إنجازاً وطنياً سيكون خيره لنا وللأجيال القادمة بحول الله، ثقافة نتمنى أن تشمل جميع قطاعاتنا العامة والخاصة التي ستغير كثيراً من فكرنا نحو الإنجاز وتحقيق الهدف بجودة وفاعلية.