شهدت مدينة الرياض مؤخراً تشغيل مستشفى د.سليمان الحبيب بالسويدي، وهو أول وأكبر مستشفى رقمي في الشرق الأوسط، الذي تتطلع من خلاله مجموعة الحبيب إلى تحقيق طفرة نوعيّة في وسائل تقديم خدمات الرعاية الصحية من خلال تطويع التقنيات الإلكترونية المبتكرة لتمكين المراجع من الحصول على كافة خدماته بشكل رقمي تام، بدءاً من دخول المستشفى حتى مغادرته، بالتزامن مع استقطاب عددٍ من أفضل الكفاءات الطبية العالمية والوطنية، وتأمين تقنيات طبية متطورة في مختلف التخصصات، وتبلغ مساحة المستشفى 19.300 متر مربع، فيما تصل المساحة الإجمالية المبنية إلى 121.000 متر مربع، ويضم نحو 262 سريراً، وتتميز غرف التنويم بالمساحات الواسعة التي تعطي راحة أكبر للمريض، حيث تصل مساحة بعض أجنحة التنويم فيه إلى 170 متراً مربعاً، فيما تم تخصيص نحو 50 سريراً للعناية المركزة بمختلف تخصصاتها، و70 حاضنة للعناية المركزة بالأطفال الخدج، و45 سريراً للطوارئ، و10 غرف عمليات رقمية، إضافة إلى 12 غرفة للولادات الطبيعية والقيصرية. وحرص المستشفى على توفير خدمات تخصصية عالية الجودة للمراجعين وفق المعايير والمواصفات العالمية من خلال عدد من المراكز المتخصصة، حيث يضم المستشفى مركزاً لعلاج العقم والمساعدة على الإنجاب، إضافة إلى مركز متكامل لعلاج أمراض السمنة وفق التوصيات الأوروبية يقدم جميع الحلول الجراحية وغير الجراحية، وأيضاً مركز طب وجراحة القلب الذي يوفر رعاية شاملة لكل الفئاتِ العمرية من الأطفال والكبار، كما يشتمل المستشفى على وحدات متخصصة لعلاج الحروق، والعناية بالقدم السكرية، إلى جانب مركز متخصص لعلاج الأورام للأطفال والكبار من خلال إجراء الجراحات والعلاج الكيماوي والرعاية المتكاملة لمرضى الأورام. وبإمكان المراجع الحصول على عديد من الخدمات من خلال تطبيق مجموعة د.سليمان الحبيب عبر الهواتف الذكية أو أجهزة الخدمات الذاتية الموزعة في مستشفياتها، إضافة إلى موقعها الإلكتروني مثل حجز المواعيد والحصول على التقارير الطبية والاطلاع على نتائج الفحوصات المخبرية والأشعة والحصول على نسخة منها عبر البريد الإلكتروني، وكذلك يمكن التعرف على موافقات شركات التأمين والاطلاع على كافة أطباء المجموعة في مختلف التخصصات، وعرض الوصفات الطبية الخاصة بالمريض، إضافة إلى حزمة واسعة من الخدمات. حرص مستشفى الحبيب بالسويدي على تقديم تجربة فريدة من نوعها لمراجعي قسم الأشعة، من خلال تقديم حلول إلكترونية تفاعلية تمنح المريض الراحة أثناء الفحص، وتقدم له تشخيصاً دقيقاً عبر تقنيات هي الأحدث في المنطقة تم تأمينها وتجهيز القسم من جانب شركة جنرال إليكتريك GE كأحد برامج الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها بين المجموعة والشركة ضمن مبادرات القطاع الخاص لدعم رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020. ويحوي هذا القسم جهاز التصوير الطبقي، الذي يمكن من خلاله إجراء الأشعة المقطعية لكامل الجسم من الرأس إلى القدمين خلال 50 ثانية، بأقل جرعة إشعاعية وأقل صبغة وريدية قد تصل إلى ربع الجرعة المعتادة، كما يمكن من خلالها التنبؤ مبكراً باحتمالية التعرض مستقبلاً لمشكلات القلب والشرايين، إضافة إلى ذلك يمكن تصوير الشريان الأورطي كاملاً وبكل تفاصيله وبدقة عالية في مدة لا تتجاوز 7 ثوان وبأقل من ربع الجرعة الاعتيادية للصبغة العاكسة. ويتم تصوير الشرايين التاجية والشرايين الفرعية بدقة متناهية، بكمية إشعاعية لا تذكر. كما نجحت المجموعة في تأمين واحدٍ من أحدث نظم التصوير بالرنين المغناطيسي المتطورة مزود بأكثر من 160 إعداداً مختلفاً للتصوير الإشعاعي، حيث يختار النظام الإعدادات الأكثر ملاءمة للمنطقة المراد فحصها من الجسم بشكل آلي تام، ومزود بتقنية Silence، التي تضمن إجراء الفحص كاملاً دون سماع البيئة المحيطة بالتصوير، وقد تم تجهيز غرفة فحص وتصوير الثدي بأحدث التقنيات الطبية بالإضافة إلى البيئة التفاعلية المبتكرة التي تأخذ المراجعة إلى أبعد من مجال الغرفة من خلال تقنية "interaction views". كما يطبق المستشفى نظامPACS Centralized المركزي، الذي يمنح استشاريّي الأشعة القدرة على الاطلاع وإصدار التقارير عن الفحوصات الإشعاعية التي تم إجراؤها في أي من مستشفيات المجموعة. ويضم المستشفى أحدث تقنية عالمية لقسطرة القلب التشخيصية والعلاجية Discovery 730، وتم إنشاء وتجهيز غُرفة عمليات القسطرة في المستشفى (Hybrid Cath lab) لتكون هي الأكثر تطوراً في المنطقة. ويضم المستشفى واحداً من التقنيات الطبية المتطورة وهي السرير الذكي SMART BED من شركة Hill-Rom الأمريكية، إذ يوفر هذا السرير لمرضى العناية المركزة أعلى معدلات السلامة والراحة، حيث يمكن من خلاله عمل بعض تمارين العلاج الطبيعي مثل المساج والتدليك الخفيف، إضافة إلى أنه مقسم بشكل يعطي استقراراً أكثر لبعض أجزاء الجسم وهو ما يفيد مرضى الحوادث المرورية وإصابات العمود الفقري وغيرها. وفيما يتصل بالولادة، فقد وفر المستشفى 12 غرفة مخصصة للولادات الطبيعية والقيصرية، تقدم للمرأة بيئة خاصة تساعدها على الشعور بالأمان والإحساس بأنها في بيئة خارج المستشفى، كما يوفر المستشفى لمراجعات قسم النساء والولادة خدمات تشخيصية عالية الدقة والجودة من خلال جهاز التصوير رباعي الأبعاد بالموجات الصوتية E10 الذي يعرض كامل ملامح الجنين ويساعد على اكتشاف العيوب الخلقية مبكراً وكذلك يمكّن من التصوير الدقيق لقلبه، كما أنه يتيح تصوير الجنين والاحتفاظ بنسخة من الصور التي تم التقاطها أثناء الفحص. أما العناية المركزة بالأطفال حديثي الولادة والخدج NICU، فهي مجهزة بأحدث أنواع الحضانات Giraffe Omni Bed، إلى جانب أجهزة التنفس والأكسجين ومراقبة العلامات الحيوية. كما تم تخصيص نحو 60 سريراً متخصصاً في العناية المركزة بالخدج إضافة إلى 10 غرف للعزل الصحي للحالات التي تستدعي حالتها ذلك. كما يضم المستشفى أكبر مركز متخصص لعلاج العقم في جنوبالرياض، وقد تم تزويده بالحاضنات الإيطالية الذكية embryo scope التي توفر بيئة آمنة للأجنة وتزيد نسب نجاح الحمل والإنجاب لمعدلات تصل إلى 20%، ويوفر نظام Time lapse أفضل الظروف لانقسامات الأجنّة، كما يتوافر في مختبر علاج العقم جهاز الحقن المجهري وجهاز الليزر، وجهاز تحليل السائل المنوي، وجهاز تجميد النُّطَف والأجنة وغيرها من التقنيات المتطورة. يضم أحدث مركز جراحي رقمي في منطقة الشرق الأوسط، لتوفير أعلى معدلات الجودة والأمان. والمركز مهيأ لإجراء مختلف التدخلات الجراحية الاعتيادية والدقيقة، ويشمل ذلك عمليات العيون وعمليات التجميل وجراحات المناظير والجراحات العامة والسمنة والعظام وزراعة المفاصل والإصابات الرياضية وعمليات النساء وغيرها، مزودة بأحدث المناظير الجراحية. ويضم المستشفى أيضاً أول وحدة عناية مركزة عن بعد Tele-ICU في مستشفيات القطاع الخاص في الشرق الأوسط، حيث تعمل على مدار الساعة من خلال طاقم عالي التأهيل من الاستشاريين والفنيين وفريق التمريض المتخصصين في العناية المركزة لكافة الفئات العمرية من الكبار والأطفال ومصابي الأمراض القلبية؛ إذ تمثل غرفة قيادة وتحكم مركزية لخدمات الرعاية المركزة في مستشفيات مجموعة د.سليمان الحبيب الطبية في السعودية والإمارات والبحرين. أما المختبرات فتمثل نقلة نوعية في جودة ودقة الفحوصات المخبرية ونتائجها، وذلك من خلال توافر منظومة متكاملة من النجاح وفقاً لآلية عمل متطورة، حيث يعتمد العمل بالمختبرات في الأساس على معايير تتلخص في الدقة والجودة والسرعة والحرص الشديد على تأمين أحدث مستجدات التكنولوجيا الطبية واستقطاب كادر طبي وفني من ذوي الخبرات العالمية. حيث يمكن إجراء 6000 تحليل في الساعة الواحدة و156 اختباراً على عينة الدم الواحدة. وقد اهتم المستشفى كثيراً بمعايير ومتطلبات التعقيم في كافة مراحل العمل لاسيما في مركز طب وجراحة الفم والأسنان، إذ تم تزويده بوحدة تعقيم مركزية من STELLCO الإيطالية، من أجل تعقيم صارم لجميع الأدوات الطبية التي يتم استخدامها في مختلف العمليات والإجراءات. ويضم أول مختبر رقمي بالشرق الأوسط حيث يحوي طابعة خزفية تقوم بعمل الأسنان والجسور والتلبيسات بشكل آلي تماماً دون تدخل بشري، وهذا من شأنه الإسراع في العلاج وبأعلى دقة وجودة ممكنة. وتعد غرفة التنويم في مستشفى د.سليمان الحبيب بالسويدي نقلة حقيقية في مفهوم خدمات الرعاية الصحية للمرضى المنومين، من خلال نظام infotainment system الذي يتيح للمريض التحكم في الإضاءة والستائر ووضعية السرير والاتصال بالطبيب من خلال شاشة رقمية مثبتة في سريره وغيرها من الخدمات الرقمية المتاحة للمريض. كما وفر المستشفى أجهزة عالية الدقة لجميع غرف المرضى، وتم ربطها مع أنظمة المعلومات آلياً، تقوم بتسجيل عملية تعقيم اليدين في السجل الإلكتروني للكادر الطبي قبل وأثناء وبعد الدخول إلى غرفة المريض، وتمتاز هذه الأجهزة بوجود مستشعرات آلية لتحديد التزام الكادر الطبي بالتعقيم من خلال قراءة البطاقة الإلكترونية عن بعد، وأيضاً التأكد من عملية تعقيم ونظافة اليدين في جميع المراحل وتسجيل العملية بشكل آلي في ملف الموظف. في أول وأعقد عملية جراحية بعد تشغيل المستشفى، نجح فريق طبي متخصص بالمستشفى في إجراء جراحة نوعية ودقيقة لعلاج طفل في الرابعة عشرة من عمره يعاني من نوبات تشنجات وصداع متكرر لم يتم تشخيصه رغم مراجعته لعديد من المستشفيات والمراكز الطبية. واستغرقت العملية نحو خمس ساعات متواصلة، تم خلالها فصل الخلايا المتضررة والبؤر الصرعية في المخ من الفص المتضرر لمنع انتقال الإشارات الكهربائية الزائدة بين الخلايا العصبية مع الإبقاء على الأوردة والشرايين متصلة لنقل الدم بشكل طبيعي؛ الأمر الذي يساهم في إيقاف حدوث نوبات التشنج بشكل تام، كما تمكن الفريق الطبي في المستشفى من إجراء عدد كبير من الجراحات الدقيقة في مختلف التخصصات كان من بينها إنهاء معاناة مريض مسن يشكو من التهابات خطيرة في الركبة وفقدان القدرة على الحركة، ومصاب بالسكري ولديه تاريخ مرضي سابق من الإصابة بالجلطة القلبية إلى جانب معاناته من انخفاض نسبة الأملاح في الدم، وذلك بعد تعرضه لمضاعفات خطيرة ناتجة عن خضوعه لعملية زراعة مفصل صناعي في أحد المستشفيات الهندية، إذ خضع لعملية إعادة استبدال مفصل الركبة وإجراء عدد من التدخلات العلاجية والجراحية التي تكللت بفضل الله بنجاح كبير وعاد لممارسة حياته الطبيعية، كذلك تمكن فريق متخصص في جراحات الأورام في المستشفى من استئصال ورم في المرارة الصفراوية ومنتشر بشكل كبير في الكبد لمريضة في الثالثة والستين من عمرها؛ حيث خضعت لعملية تم فيها استئصال المرارة الصفراوية وجزء من الكبد، وإزالة جميع العقد اللمفاوية المتعلقة بالسرطان، وأيضاً إزالة العقد اللمفاوية خلف الاثنى عشر، وفي حالة اخرى تم إجراء جراحة قلبية وزراعة جهاز منظم لضربات القلب pacemaker، بعد توقف قلب طفلة مصابة بمتلازمة داون عقب توقف الجهاز القديم المزروع في البطن قبل ست سنوات. وقد تم إجراء جراحة قلبية نوعيّة تحت التخدير الكامل نظراً للحالة العامة للطفلة، بمشاركة استشاريين في عدد من التخصصات منها القسطرة القلبية وطب قلب الأطفال والتخدير والطوارئ والفريق التمريضي، وسبق أن أعلن المستشفى عن إجراء عمليات استئصال الغدة فوق الكلوية "الكظرية" وأورامها من خلال المنظار، وهي إحدى الوسائل الطبية المتطورة التي يتم استخدامها في مراكز قليلة حول العالم بما تستدعيه من وجود كوادر طبية مؤهلة ولديها الخبرة في إجراء هذا النوع من العمليات، كما تمكن المستشفى من إعادة القدرة على الحركة مرة ثانية لمريضة بعد معاناتها من مضاعفات وجود كتلة ضاغطة بالعمود الفقري، حيث كانت تعاني السيدة التي يبلغ عمرها 45 عاماً من ضعف شديد في الساقين تسبب في فقدان القدرة على المشي وآلام شديدة أسهمت في عدم تمكنها من ممارسة الحياة بشكل طبيعي. حيث أظهرت الفحوصات التشخيصية وجود كتلة غريبة في القناة الشوكية، وقد تم استئصال هذه الكتلة وتبين أنها غضروف منفتق وهاجر.