من لا يعرف السيد «جورج تينت» فهو: الرجل الاستخباراتي الأمريكي الذي ولد سنة 1953م بمدينة نيويورك، وعمل في مجال الاستخبارات وكانت خدمته العملية من أطول الخدمات العسكرية بأمريكا، وهو أستاذ التطبيقات الدبلوماسية بجامعة جورج تاون وصاحب كتاب «في قلب العاصفة» الذي تضمن بعضاً من فصوله عن الإرهاب وآثاره المدمرة، ولقد أُطلق اسم هذا الرجل على جائزة العمل الاستخباراتي المميز التي تُمنح عادة للمميزين في القضاء على الإرهاب، و تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل المميز في مجال مكافحة الإرهاب نظير ما يقدمونه في مجال مكافحة الإرهاب. صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد كان أحد المكرمين بهذه الجائزة القيمة الأسبوع الماضي، لما قام به من عمل جبار في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وهذا ليس بمستغرب على جهود سموه المستمرة في مكافحة الإرهاب، ولعل حصول سمو الأمير محمد بن نايف على هذه الجائزة يؤكد سعي المملكة إلى القضاء على الإرهاب ومحاربته دون هوادة أو تراخٍ، كما أن منح الجائزة لسموه الكريم هو مكافأة لجميع رجال الأمن في المملكة وهم الأعين الساهرة على استباب الأمن في ربوع المملكة، وحصوله على هذه الجائزة أيضاً ألجمت كثيراً من ألسن الأعداء المتربصين الذين يُحملون المملكة بأنها داعمة للإرهاب وخاصة أن الجائزة قُدمت من جهة لها باع كبير في محاربة الإرهاب والتطرف في كل مكان، وليست من دولة لا تقدم ولا تؤخر في المجال السياسي والأمني. فالتميز والريادة في مكافحة الإرهاب فضل من الله تعالى أنعم به علينا للمحافظة على هذه البلاد حاضنة الحرمين الشريفين وقبلة مليار ونصف المليار مسلم، فكان الشرف لهؤلاء الرجال المبدعين الذين قدموا أرواحهم فداءً في سبيل المحافظة على الأمن والأمان في وطننا الغالي، وكما يعلم الجميع فأن الحزم الأمني يكون دعامة للمجتمع ويحافظ على عدم تفككه أو الإساءة له، ولا يخفى على الجميع بأن الإرهاب ضرب بأطنابه العالم أجمع ولم تسلم منه حتى الدول الغربية الكبرى فما بين فترة وأخرى نسمع خبر التفجيرات والقتل هنا وهناك وحصد أرواح الأبرياء من نساء ورجال وأطفال، ونُعد ولله الحمد أقل الدول تضرراً من الإرهاب بفضل الله ثم يقظة رجالنا البواسل الذين وفقوا في القبض على الإرهابيين أو القضاء عليهم قبل تنفيذ عملياتهم الإجرامية، وقد سعدنا أول أمس بالأخبار التي وردت بالقبض على ثمانية عشر شخصاً ينتمون لداعش في عدد من مدن المملكة، وأغلبهم أعمارهم تجاوزت الثلاثين سنة مما يُدلل أنهم من القادة المخططين للمهام التي يقوم بها المغرر بهم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرين سنة وأقل، وهذه خبطة في الرأس وموجعة لجماعة داعش الإرهابية التي تغذي الإرهاب بكل أشكاله وتحاول تقويض المجتمع وخلخلته من خلال التفجيرات التي تحاول تنفيذها في أي مكان، كما أنهم حاولوا زرع فتيل الطائفية النتنة بين أفراد المجتمع من خلال عملياتهم الإرهابية في مناطق إخواننا الشيعة قبل فترة، إلا أن هذه العمليات لم تزد المجتمع إلا صلابة وقوة وتلاحماً فيما بينهم. ومن خلال التصريحات التي تمت عند القبض على الإرهابيين أن وسائط التواصل الاجتماعي كانت عقبة كبيرة في عدم التمكن من القبض عليهم بسرعة، وأن وسائط التواصل الاجتماعي أتاحت للإرهابيين فضاءً يتبادلون فيه الأخبار وإعطاء الأوامر لتنفيذها بطريقة سرية من الصعوبة اكتشافها من خلال الأسماء الوهمية التي كثرت في تلك الوسائط، فلذلك بات من الضروري توعية أغلب مرتادي تلك الوسائط من خطر هؤلاء وعدم التعامل مع تلك الأسماء الوهمية وإهمالها وعدم الالتفات لها، كذلك على الجهات المختصة كوزارة الداخلية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عبء كبير في متابعة ومراقبة تلك الأسماء والقبض عليهم وفضحهم أمام الجميع حتى نتقي شرهم، والأمثلة واضحة وماثلة أمامنا في وسائط التواصل الاجتماعي فمع تكاثر السيول وما تحدثه من دمار وخراب تكثر الأسماء الوهمية في تويتر ويكثر النقد السلبي ضد الدولة وأنها مقصرة وأن الفساد ينخر في كل مكان، والهدف هو إثارة الرأي العام لا أقل ولا أكثر، ولعلهم يحققون مبتغاهم من خلال تلك التغريدات الاستفزازية، أما إذا كان النقد من الأشخاص المعروفين فقد يُقبل النقد ونوافقه أو نرد عليه بحكم أن الناقد ليس من الأسماء المستعارة ونستطيع التفاعل معه بالسلب أو الإيجاب. ختاماً جائزة جورج تينت هي جائزة للوطن أجمع بجميع أطيافه الفكرية والمذهبية، لأن الحصول على هذه الجائزة يُعدُ تميزاً وريادة في مكافحة الإرهاب.