وصف وزير الخارجية عادل الجبير، علاقة المملكة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقوية، وقال خلال مؤتمر صحفي عقده مع الأمين العام للأم المتحدة أنطونيو غوتيريس في الرياض أمس، إن "علاقة السعودية بالولاياتالمتحدة متميزة وتجاوزت عديداً من التحديات"، وأضاف "نتفق مع الولاياتالمتحدة في ملفات عدة أبرزها وقف التدخلات الإيرانية". وقال الجبير "هي علاقات تاريخية لها جذور عميقة تعود إلى عقود ماضية تتعمق أكثر فأكثر"، ووصف العلاقة بين البلدين الصديقين اليوم بالقوية. وأكد أن هناك كثيراً من وجهات النظر المشتركة مع الولاياتالمتحدة فيما يتعلق ببعض الشؤون العالمية، وتعاطينا مع كثير من التحديات والتحليلات التي تواجه المنطقة، وهنالك معرفة جيدة للاعبين في هذا المجال. وقال الجبير: نحن نقوم بفاعلية في التعاطي مع تحديات المنطقة، ونعمل معاً على مكافحة الإرهاب وداعش والقاعدة، والحفاظ على مصالحنا المشتركة، مثل تدخل إيران في بعض الأمور المهمة حول العالم. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الجبير أنه لا يوجد مجهود سعودي حربي في سوريا، وما يتعلق بالمعارضة السورية هذا شيء يقوده التحالف الدولي، مشيراً إلى دور المعارضة السورية المهم في سوريا. وحول زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، قال وزير الخارجية هناك روابط شاملة وملفات مثل مكافحة الإرهاب، والأمن البحري، وغيرها من القضايا التي نعمل عليها، مبيناً أن هناك أفكاراً جادة تتعلق بكيفية الإصلاح. وقال الجبير إنه بحث خلال اجتماعه مع الأمين العام للأم المتحدة الأوضاع في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وأهمية إيجاد الحلول للإسلاموفوبيا والإرهاب والتطرف. وفي الموضوع السوري، أكد الجبير أن السعودية تدعم باستمرار "المعارضة السورية المعتدلة عسكرياً عبر التحالف الدولي"، مشدداً على أن للمعارضة السورية المعتدلة دوراً مهماً في الحرب على داعش والقاعدة. وتوقع أن "تؤدي مفاوضات جنيف لمرحلة انتقالية في سوريا". وحول الشأن اليمني، أوضح الجبير أنه تم إبرام أكثر من 70 اتفاقاً مع الحوثي وصالح ولم ينفذوا أياً منها، وأن الانقلابيين يرتكبون جرائم حرب في اليمن من بينها تجنيد الأطفال. وقال خلال المؤتمر الصحفي مع غوتيريس إنه "تم إبرام أكثر من 70 اتفاقاً مع الحوثي وصالح ولم ينفذوا أياً منها. ميليشيات الحوثي كانت على وشك إسقاط الحكومة. الشرعية اليمنية طلبت مساعدة التحالف العربي وفقاً لقواعد الأممالمتحدة، وتدخلنا لإنقاذ الشرعية"، مذكّراً بأنها "جندت الأطفال وارتكبت جرائم حرب". وأوضح أن الحرب تستمر في اليمن بسبب رفض ميليشيا الحوثي وصالح الاستجابة للإرادة الدولية ولطلب مجلس الأمن رقم 2216 الذي ينص على انسحابهم من المدن وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وانسحابهم من الوزارات التي احتلوها وتطبيق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، مؤكداً أن الجهود التي بُذلت من قِبل المبعوث الأممي فشلت بسبب الحوثي وصالح وليس بسبب الحكومة الشرعية ودول التحالف. من جهته، اعتبر غوتيريس أن السعودية دعامة أساسية للتقارب في المنطقة والعالم، معرباً عن ثقته في قوة وقدرة المملكة على القيام بدور كبير في العالم حالياً. ونوَّه غوتيريس بالتعاون الكبير بين المملكة والأممالمتحدة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وتمكين الأممالمتحدة وتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب، مما يمكن الأممالمتحدة من القيام بدور متزايد في دعم الدول الأعضاء في تنمية وتطوير القدرات والأدوات اللازمة لمكافحة الإرهاب بشكل فعال ومكافحة أشكال التطرف والعنف التي تغذي الإرهاب في العالم. وأوضح أن الإرهاب تغذيه جوانب كثيرة، وهناك نقص في الحلول السياسية بعدد من المواقف، فمثلاً في سوريا من المهم أن نقاتل تنظيم داعش، ولن ننجح في مكافحة الإرهاب في هذا البلد إلا إذا كان هناك حل سياسي شامل للشعب السوري، مبيناً أن أحد أهم الأمور التي تغذي الإرهاب التعبير عن مشاعر الإسلاموفوبيا والخوف من الإسلام والسياسات التي تنتهج نهج الخوف من الإسلام، وقال علينا أن نعمل على مكافحة الإرهاب ونكافح الظروف التي تساعد على هذا الأمر، وأن نضع الحلول الشاملة للوصول إلى المناطق كافة. وثمَّن الأمين العام للأمم المتحدة ما تقدمه المملكة العربية السعودية في المنطقة، ودورها السياسي الكبير كجزء من الحل السياسي في الأزمة السورية، مؤكداً أن الأممالمتحدة تشاطر المملكة المخاوف فيما يتعلق بمخاطر الموقف في عدد من الدول.