تكاثرت الظباء على خراشٍ فما يدري خراشٌ ما يصيدُ أعتقد أن هذا المثل هو خير توصيف لحال الاتحاد السعودي الجديد الذي تكاثرت عليه قضايا الأندية فلم يعد يدري من أين يبدأ وأين ينتهي. ولسوء حظ الاتحاد الجديد الذي لم يكمل «شهر العسل» أن جل القضايا التي ترامت عليه من كل حدب وصوب كانت من القضايا الحساسة ذات الوزن الثقيل، فمن قضية اللاعب إلتون وخلاف ناديي الفتح والقادسية مروراً بالحارس الدولي محمد العويس، وخلاف الأهلي والشباب، وانتهاء بقضية «الدقيقة الضائعة» في لقاء الاتفاق والهلال، وبين تلك القضايا أُخر من عهد اتحاد عيد كقضايا الاتحاد الخارجية ومنع نادي الشباب من التسجيل وتأخير احتجاج نادي الخليج لأكثر من 38 يوماً. القضايا السابقة فضلاً عن كونها قضايا حساسة جداً والخطأ فيها قد يكلف الخاسر كثيراً -خصوصاً إذا ظُلم- هي قضايا تتعلق بأكثر من نصف عدد أندية دوري «جميل»، وهذا بحد ذاته مؤشر خطير أن تدخل ثمانية أندية، وربما أكثر من أصل 14 في صراعات ومشكلات تستدعي تدخل الاتحاد السعودي خلال شهر واحد فقط. وقياساً على ما حدث خلال الشهر الأول من تسلُّم «اتحاد عزت» مهامه فالأشهر القادمة قد تحفل بمزيد من القضايا والإثارة خصوصاً إذا تراكمت وتداخلت، لذلك لا يسعنا إلا أن نقول «أكشن يا عزت» ! الجميل في الأمر -إذا أردنا أن ننظر إلى النصف المملوء- هو هدوء الشارع الرياضي منذ تسلُّم المهندس عادل عزت وفريقه مهامهم مطلع الشهر، لكن عليهم أن لا يركنوا إلى هذا الهدوء وأن يبتوا في القضايا سريعاً، وعليهم أن لا يتوقعوا أننا في المدينة الفاضلة، فالجمهور سيعود إلى صخبه قريباً وسيجد بينهم من يتهم ومن يشكك ومن يدافع حيناً ويهاجم حيناً آخر بحسب مصالح ناديه، لذلك فإن كل ما يستطيع الاتحاد السعودي فعله هو العمل وتجويد هذا العمل واعتبار الأندية جميعاً كأسنان المشط.