إن المهرجان برسالته الواضحة لم ينطلق من فراغ أو يأتي تعبيرًا عن حالة من الترف، بل إنه يحمل في طيات رسالته مضامين عميقة عن تراثنا وثقافتنا وأصالتنا وما لدينا من كنوز تاريخية ومكتسبات حضارية، كما أنه حلقة وصل وتواصل مع الأفكار والثقافات التي تشاركنا الرؤية الإنسانية ومساعي نشر الوئام والسلام على كوكب الأرض. إن هذه الرعاية السنوية للمهرجان من قيادتنا هي وسام شرف للحرس الوطني وللمهرجان ولكافة اللجان العاملة ودعم لمسيرة الثقافة والإبداع في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي، فهذا المهرجان الوطني الذي استطاع أن يجمع بين إنماء الثقافة بمعناها الواسع ويمازج بينها وبين المحافظة على مفردات التراث بأجمل صورها ومشاهداتها، حافظ على امتداد الحرفة والصنعة وتبنى الحركة المسرحية وإعادة رسم لوحة الماضي جميلة بكل معانيها، منوهًا بالمشاركات المتميزة في المهرجان لدول مجلس التعاون الخليجي بشقيها الرجالي والنسائي. إن مسيرة المهرجان تمضي بتوفيق من الله أولًا ثم بالرعاية والدعم الذي يحظى به المهرجان من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. إن الجنادرية تجسيد الماضي بالحاضر من خلال ما يقدم من عروض ومشاركات مثل سباق الهجن والموروثات والتراث إلى جانب عديد من الندوات والمحاضرات والنشاطات. الجنادرية احتفال سنوي لا مثيل له على مستوى العالم العربي فهو الآن الحدث الذي ما إن ينتهي حتى يبدأ الإعداد لدورته الجديدة، وهو ما يتطلع إليه المواطن والمقيم على هذه الأرض الطاهرة ليرى ويسمع ثقافته وماضي هذه الدولة التي أسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن «طيب الله ثراه» بعد أن كانت قبائل متناحرة وأمة متفرقة لا أمن فيها ولا عيش ولا قوة تذكر تستطيع أن تجابه القوى الخارجية واستطاع بفضل الله تعالى ثم بعزيمته وقدرته ونظرته الثاقبة مع المخلصين من رجاله توحيد هذه الدولة التي أصبح يشار إليها بالبنان، بعد أن وحد قبائلها حاضرة وبادية حتى أصبح الجميع أسرة واحدة والدليل واضح للعيان، حيث تجد من كان بالشمال قد استوطن بالجنوب ومن كان بالغرب استوطن بالشرق بعد أن أمن أهله وماله في ظل هذه الدولة التي قامت على شرع الله عز وجل وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه و سلم، مشيرا إلى أن الجنادرية تجدد تاريخ هذه الدولة ليعلم أبناؤنا ماهم فيه من رغد العيش واستقرار، لحثهم على شكر الله عز وجل والدعاء لذلك القائد الذي غير وجه هذه ا لجزيرة في سنوات لتصبح بشكل عام كما تنتظر مهرجان الجنادرية الذي يضم في جعبته الأدب والثقافة والتاريخ والتراث والحضارة والحضارات ما يستحق الحضور والمشاركة والاستفادة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-.