إن الذكرى السنوية للعام الثاني على التوالي من تولّي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مراسيم الحكم، هي ذكرى لتجديد البيعة على السمع والطاعة، ونفخر جميعاً بما تحقق فيها من إنجازاتٍ على المستويين الوطني والعالمي، وفي جميع المجالات، وعلى كافة الأصعدة، ممّا جعل اسم المملكة العربية السعودية يتربّع على منصّات المحافل الدولية، بكل فخر واعتزاز. وتتواصل مسيرة الخير والعطاء عاماً بعد عام بقيادة ملك الخير سلمان بن عبدالعزيز، راعي وقائد نهضة العلم والنمو والازدهار في بلادنا الكريمة، ومحقق الأماني والطموحات لشعبها الأصيل، الشعب الذي أحبه فأحبّوه، حتى صدقوا له بالحب والولاء والانتماء، مكملين بذلك مسيرة الوفاء التي عاهدوا عليها من قبله أباه المؤسس وإخوته البررة الذين سبقوه في سدّة الحكم -طيّب الله ثراهم جميعاً. لقد مرَّت البلاد بعواصفٍ عاتية، وما زالت تلك العواصف تتربص بنا الدوائر بين الفينة والأخرى، في الداخل والخارج، إلا أن سلمان الحزم والعزم كان لها، حتى صارعها فصرعها بحكمته تارة، وبقوّته تارة أخرى، مستمداً العون والمدد من الله تعالى، ثم من وليَّي عهده الأمينَين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومن الشعب الذي جنّد نفسه لحماية هذه الأرض الطاهرة ومن عليها، لينعم الجميع بالأمن والأمان. إن المنطقة الشرقية جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الغالي، حيث تحتل الشيء الكبير في قلب مليكنا المفدّى، حتى صار ينظر إليها نظرة الأمل الذي عليه وبهِ تُبنى الأوطان، فأولاها ما أولاها من كثير من العناية والاهتمام، حتى راح يباهي بها بين مدن العالم، لما شهدته وتشهده من تطورٍ عمراني وصناعي في الكمِّ والكيف، وما زيارته الأخيرة لها قبل أسابيع إلا خير شاهد على ذلك، حيث أطلق فيها عدداً من المشاريعٍ التنموية، ليعمّ خيرها كامل الوطن، بل ويتعدّى ذلك الخير حدود الوطن. ولا نملك إلا أن نخرّ سجّداً لله -سبحانه وتعالى- على ما أنعم به علينا من قيادةٍ وهبت نفسها وكل ما تملك من أجل أن ننعم بكافة سبل الراحة والطمأنينة، وأن نعيش بكل عزّة وكرامة في وطننا الحبيب وخارجه، ونسأله تعالى أن يديم علينا هذه النعمة، وأن يطيل في عمر مليكنا المفدى ويحفظه، ويحفظ وليَّي عهده الأمينَين، والأسرة المالكة، والشعب السعودي الأصيل.