هل تصدق أن العنف ضد المرآة هو المسبب الرئيسي للإصابات بين النساء، وأن عدد الإصابات الناتجة عن العنف تفوق عدد الإصابات الناجمة عن الحوادث! وهل تصدق إن قلت لك إن امرأة واحدة من كل ثلاث نساء من نساء العالم يتعرضن يوميا للعنف! إن العنف له أنواع كثيرة؛ فهناك عنف جسدي، وهناك عنف لفظي، وهناك عنف جنسي، أشكاله كثيرة لكن مسماه واحد، وضحيته واحدة، وهي أنتِ أيتها المرأة. والعنف ما هو إلا سلوك يسلكه الرجل على شريكة حياته أو بناته أو أخواته وأحيانا يصل إلى أمه. وحقيقة إني إلى الآن لا أعلم ما السبب، فهل العنف مقياس للرجولة؟ أم الرجولة مقياس للعنف؟ حسب الدراسات العلمية فإن أسباب العنف تلخصت في أن الشخص الذي يمارس العنف قد يكون معُنفاً في مرحلة مبكرة من حياته وبالتحديد الطفولة، أو شاهد حالات من العنف بين الأبوين، فكما قلت سابقا العنف لا يولد إلا العنف.وأحيانا تكون هناك أسباب أخرى كمستوى التعليم المتدني، أو الفقر، واضطراب الشخصية، أو التعاطي والشرب، لكن المشكلة ليست هنا فالعنف موجود على مر العصور، المشكلة أن الضحايا لا يقاومون! المشكله أننا لا نحارب العنف، ولا نملك قوانين صارمة تقمع هذا العنف المسلط على النساء. إن العنف يؤدي إلى إصابة من يتعرضون له وأطفالهم بمشكلات نفسية وجسدية وجنسية، فالعنف من الممكن أن يؤدي إلى الانتحار، أو القتل، أو الإدمان وتعاطي المخدرات. والمخيف أنه يمكن وبنسبة كبيرة أن يقوم المُعنف بتطبيق العنف الذي تعرض له على أشخاص آخرين صغاراً كانوا أو كباراً، وهنا نحصل على نتائج وخيمة على المدى القريب والبعيد، وعلى الصعيد الفردي والصعيد الاجتماعي والاقتصادي!فإلى متى ستسكتين؟ وإلى متى تبكين؟ والى متى سترضخين؟ إلى متى تخافين العار والعيب وكلام الن اس على حساب نفسك وصحتك وطفلك؟ فلستِ ملزمة بالعيش مع رجل يعنفك ويسرق أجمل أيامك؟ ولست مجبرة على الصمت والصبر على أذاه على أمل أن يصلح الله شأنه. ولست والية عليه لتصرفي عليه أو تعطيه راتبك! ولم تولدي عبدة له ولا أمه لتتقبلي هذ الذل وهذا الشقاء، فأنت تستحقين الاستقرار النفسي والجسدي، أنت تستحقين الأفضل. ولكن لا نجاح بلا عمل، ولا نجاح مع الخوف، فلن تنجحي ما دمتِ تخافين، ولن تنجحي ما دمتِ ساكنة بمكانك تبكين، ولن تنجحي ما دمتِ تلقين لحديث الناس بالاً ومنهم تخجلين! لذا ثوري، انطقي، واكسري قيودك بدفاعك عن نفسك، عن حقوقك، عن حياتك فليس عيبا إن صرحتِ لأهلك أنك تفضلين الطلاق على جحيم زوجك، وليس عاراً أن تخلعيه إن رفض طلاقك، وليس حراماً إن كشفتِ الظلم والعنف المسلط عليك للعالَمين، العار والعيب أن تستري أفعاله لأنك تخشين الحياة بدونه، أو لأنك تؤمنين بمقولة (ظل راجل ولا ظل حائط)! العار والعيب والحرام أن تسكتي وتتلقَّيْ مع كل وجبة أكلٍ عقاباً لأنك فقط أنثى!