الاختلاف ثقافة راقية إلا في مزارعنا.. الاختلاف يصبح «تحدياً» يا أنا.. يا أنا! في كل الأنحاء لا وجود لكيان بلا «مهندس» ولا كل مهندس رأيه صحيح، يحتمل الصواب والخطأ. في هذا الكيان اختلف المهندسون، ولم يصلوا لقرار إلى هذه اللحظة! بل النار تزداد والإطفاء بعيد. آراء المهندسين كالتالي: فالمهندس الأول يريده بقوة حبّاً وعملاً وصبراً وصديقاً وفيّاً له، وعاشقاً لما يقدمه في أرض المعركة. أما المهندس الآخر لا يريده ولا يقر بما يقدمه ولا يؤمن بقدراته، يراه شيئاً من الماضي وحاضراً لا مكان له، حيث بوجوده تنتهي شخصيته ولا يستطيع فرضها بقوة كقوة القائد المحبوب وتأثيره الإيجابي في المجموعة. مهندس ثالث يتفق مع الثاني قليلاً ولكن لا يستطيع! أصبح لا يفكر إلا في الرحيل! لكن ينتظر الفرصة لكي لا يخسر «الكرت الذهبي» مجموعة كبيرة من سكان الفناء لا يؤيدون قرار الثاني، ولا يحترمونه، لأنه لم يحترم قدوتهم وقائدهم ومُلهمهم، وإذا ما احترمت أبانا ما نحترمك! يبدو لي كقراءة بسيطة للمشهد، الاثنان معاً بقاؤهم في الأصفر مسألة وقت، الأول يطول قليلاً، الآخر سيذهب قريباً. الثالث يفكر بعيداً، ولكن بعيداً جدّاً. نهاية موسم كانت مفاجئة، ألقت بظلالها على بداية موسم أيضاً مفاجِئة لم يخطَّط لها بالشكل الصحيح وإنما بدأت ب «عيال عمّك يبونك تكمّل» كمّل.. عشان عيال عمك! مزرعة هنا تخطط، ومزرعة هناك تخطط.. ومزارع كثيرة تحترق! ويا خسارة الحرق في يابس النخل. إعلام المهندس الأول: يتخبط، يرمي التُّهم جزافاً، يفتعل المشكلات، يخوّن العاملين، هو إعلام صنع في المزرعة ولابد من نهايته مع نهاية المزرعة! شعارهم سيِّئ كسوء من يغذيهم «فكريّاً»: احرق.. احرق.. يا بخت منهو له إنت حارق! سيتم استئصال هذا الورم الخبيث قريباً وبقرار سيصفق له الجميع.. ليعم الهواء النقي كل سكان المزرعة والمزارع المجاورة. «معاً لمزارع نقيّة».