ينشغل قطاع السيارات اليوم بالاستثمار في تطوير تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، حيث تصدّرت هذه الأنباء عناوين وسائل الإعلام على مدار العامين الماضيين، وفي هذا السياق، ينبغي عدم المبالغة أو الاستهانة بالتأثيرات المحتملة لهذه التكنولوجيا حينما تتحول إلى واقع ملموس في حياتنا اليومية. وبدأنا حالياً نلمس نتائج هذه التقنيات الجديدة على السيارات الحديثة التي تطرحها الشركات اليوم، والمجهزة بتقنيات الاتصال الرقمي ونظم السلامة والمساعدة للسائقين، حيث ساهمت في مجملها بإحداث نقلة نوعية في أساليب القيادة وتشغيل وصيانة السيارات وعربات النقل والشاحنات، وبالرغم من ذلك يسود مفهوم خاطئ بأن السيارات ذاتية القيادة بالكامل لا تزال مشروعاً يتطلب إنجازه سنوات طويلة، ولكن الواقع يكشف عن وتيرة متسارعة في تطوير هذه التكنولوجيا من قبل عديد من شركات صناعة السيارات العريقة منها وحتى الناشئة. وتولي الشركات اليوم أهمية كبيرة لتطوير تقنيات القيادة الذاتية بهدف تفادي إطلاق الانبعاثات الغازية والحفاظ على نظافة البيئة، وكذلك تلافي الوفيات الناجمة عن حوادث السير وتعزيز مستويات السلامة على الطرقات، وتلعب السيارات التقليدية العاملة بالوقود الإحفوري دوراً مؤثراً في المشكلات البيئية التي سيواجهها العالم مستقبلاً، وطالما يقوم الإنسان بتشغيل هذه السيارات، فلن يكون هناك مفر من ارتكاب الأخطاء والتعرض للحوادث بطبيعة الحال، وفي ضوء ذلك، تحرص شركات تصنيع السيارات على تلافي هذا السيناريو بما يعود بالخير والفائدة على الجميع. وانطلاقاً من مكانتها كشركة رائدة في القطاع، تواكب «نيسان» تطلعات العملاء على هذا الصعيد من خلال تجهيز سياراتها بتقنيات متطورة كانت تبدو قبل سنوات قليلة وكأنها من قصص الخيال العلمي، وتتمتع طرازات محددة من سيارات «نيسان» بتقنيات ركن السيارة آلياً، وتنبيه السائقين من الأخطار المحتملة، والمحافظة على مسافة الأمان مع مستخدمي الطريق الآخرين، بالإضافة إلى نظام الكبح في حالات الطوارئ، وتوفر هذه المزايا حلاً عملياً يساهم بتخفيف التوتر الناجم عن القيادة، لكن الشركة لن تتوقف طبعاً عند إنجازات الماضي، وإنما تواصل العمل لتحقيق المزيد. وكان للرئيس التنفيذي للشركة كارلوس غصن رأي في معرض حديثه خلال «معرض جنيف الدولي للسيارات 2016» حول مستقبل التنقل ودور شركة «نيسان» فيه حيث صرح أن رؤية الشركة للتنقل الذكي بمثابة إطار عمل يرتقي بتجارب العملاء حول العالم إلى مستقبل أكثر أماناً واستدامة، ولتحقيق هذه الرؤية أطلقت الشركة استراتيجيةً طويلة الأمد ومدعومةً باستثمارات مهمة على صعيد البحث والتطوير، وهو ما أتاح لها تحقيق نقلة نوعية بإطلاق سيارتها «ليف» التي تعتبر أول السيارات الكهربائية التي يتم إنتاجها تجارياً في العالم عام 2010، كما أضاف غصن أنه بذلك تفوقت الشركة على نظيراتها من الشركات المنافسة بسنوات عديدة، وشكلت «ليف» ثمرةً لجهودنا في تطوير تقنيات القيادة الذاتية المتطورة، علماً أنها ستتوافر بطرازات متعددة في الأسواق بحلول عام 2020. وتتطلع الشركة في هذا السياق إلى الانتقال نحو الحقبة الجديدة من مفهوم التنقل الذكي.