تطلق هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، الأحد المقبل، فعاليات «عالم الجيولوجيا وكنوزها»، التي تعكس أعمالها ومهامها الفنية وإنجازاتها، بالإضافة إلى إعلانها عن آخر اكتشافاتها التي عُثر عليها في صحراء النفود، وذلك في مركز الردسي مول بمحافظة جدة. وأوضح رئيس الهيئة الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب، أن الفعاليات التي تستمر 5 أيام، تشتمل على معرض متخصص، وذلك ضمن سلسلة من النشاطات التي تعتزم الهيئة تنظيمها في جدة خلال الفترة المقبلة، حيث تضم عديداً من الأعمال والمشاريع والمهام الفنية التي تقوم بها الهيئة. وأكد أن المعرض سيسلط الضوء على آخر الاكتشافات التي تم الوصول إليها في منطقة النفوذ الكبير، حيث اكتشفت أحافير وثدييات برية يصل عمرها إلى ما بين 600 ألف ومليون عام مضت، وستعرض أجزاء عديدة منها في المعرض، مبيناً أن هذه الثدييات عاشت في فترات كان فيها الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية متأثراً بكميات كبيرة من الأمطار الموسمية أو الشبه موسمية، وتلت هذه الفترة المطيرة فترة جفاف، مما أدى إلى انقراض هذه الحيوانات وبالتالي حُفظت حول ما تبقى من البحيرات المائية. وأفاد بأن الفعاليات تضم عرضاً مرئياً عن النشاط الزلزالي والبركاني في المملكة، كما يوضح العرض توزيع محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي وكيفية تسجيل الهزات الأرضية مع عرض بعض الأمثلة للموجات الزلزالية المسجلة في هذه المحطات وكيفية تحليلها، بالإضافة إلى تقديم بعض الأمثلة للأجهزة الزلزالية المستخدمة في رصد الهزات الأرضية، كما يتضمن توزيع الحرات البركانية في منطقة الدرع العربي، مع توضيح بعض الأمثلة لأهم الفوهات البركانية المصاحبة للنشاط البركاني التي تسعى الهيئة لجعلها مناطق سياحية مستقبلية. وبيَّن الدكتور نواب أن الفعاليات تقوم بتقديم خدمة الفحص المجاني للمجوهرات والمقتنيات الثمينة للزوار والمهتمين، بالإضافة إلى تزويدهم بمعلومات عن المراحل الجيولوجية للأحجار الكريمة والمجوهرات منذ وجودها في باطن الأرض وحتى اقتنائها على شكل أحجار أو مجوهرات، وتضم بين أركانها جناح المعادن الفلزية الذي يعرض عديداً من المعادن الفلزية منها واللافلزية، والذي يقوم أيضاً بتقديم شرح للمعادن وتزويد الزوار بنشرات تعريفية. وكشف عن مشاركة قسم الكهوف بطريقته الطبيعية التي يعيشها الجيولوجي في الصحراء لينقل الزائر لحظة بلحظة لتلك الأجواء التي يمر بها الجيولوجي في الصحراء بين الكهوف والدحول، وتعرفهم بالأدوات التي يستخدمها في تنقلاته، في حين يقدم قسم دراسات الكهوف خلال الفعاليات شرحاً عبر نشرات تعريفية للكهوف والأبحاث الجيولوجية المتكاملة التي تعتمد على تحديد الوضع الطبقي للمتكونات والحرات البركانية التي توجد فيها الكهوف والمغارات والدحول الطبيعية المنشأ، وتحديد الوحدات الصخرية الحاوية لها، مع دراسة وضعها الجيولوجي وإسقاطها على الخرائط الجيولوجية والطبوغرافية، ودراسة أخطارها الجيولوجية على الإنسان والممتلكات. وأشار رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية إلى أن أهمية الكهوف تكمن في كيفية الاستفادة منها من خلال التعرف على التاريخ الجيولوجي والطبيعي للجزيرة العربية الذي تزامن مع تكوينها، ومن الضروري حماية هذه الثروات الوطنية الطبيعية وحفظها وتطويرها كموروث وطني للأجيال القادمة وتقديم الصالح من هذه المناطق لسوق الاستثمار السعودي، وفي قيام صناعات ومشاريع جديدة، بالإضافة إلى استغلالها في مجالات متنوعة كاستخدامها كمناطق جذب سياحي تقوم على أساسها عملية تطوير للمناطق الصحراوية من حولها.