تتنافس الشركات الخدماتية على الحضور عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك، وتويتر، ومن خلال هذه الحسابات تتواصل مع عملائها وتقدم لهم الاستشارات وتتلقى الشكاوى وتسوق لمنتجاتها بطريقة جيدة ومواكبة للثورة التقنية وتطلعات العملاء. لكن البنوك السعودية – تغيب عن هذه الأجواء وليس لها أي وجود في هذه الشبكات، رغم أهميتها، في حين أنك لو كتبت كلمة “بنك” بالإنجليزية في تويتر مثلا، سينهال عليك عدد كبير من البنوك العالمية التي يتابعها الملايين من عملائها. سنتجاوز ذلك إلى قضية أخرى يعاني منها كثير من عملاء البنوك، وهي غياب بعض الخدمات الإلكترونية عن مواقع البنوك على الشبكة، كتقديم الشكوى أو التواصل مع مسؤول الموقع لطرح السؤال والاستفسار. وفي البنك “سامبا” الذي أتعامل معه، ما زلت منذ أشهر عاجزا عن الحصول على كشف حساب بالمبالغ المحولة عن طريق الموقع إلى حساب إحدى الشركات، وحين راجعت الفرع أبلغني المسؤولون أن هذه الخدمة غير متوفرة. هذا يعني أن البنك لا يخول صاحب الحساب معرفة مصير المبالغ المحولة إلى حسابات أخرى، ويكتفي بتزويدك برقم عملية التحويل فقط، وهو الأمر المخالف لأنظمة الصرافة العالمية، ولا يمكن تفسيره إلا بأنه خلل في التركيبة المصرفية لمصارفنا الكريمة. ولك أن تتخيل، أن المسؤولين في البنك لا يجدون حلا سوى القول للعميل “لا يوجد حل” وعندها لن تجد بدا من تقديم شكوى ضد البنك في مؤسسة النقد من أجل الحصول على كشف حساب يوضح أرقام الحسابات التي تم التحويل إليها من حسابك، لكن هذا تكريس فج لثقافة الشكوى وطلب الحقوق بالتعامل الرسمي عبر جهات الاختصاص الحكومية. هذه القصة أعيش تفاصيلها ويعيشها مثلي الكثير من العملاء، وعليه فإن البنك ملزم بأن يرتقي بتعاملاته البنكية، ويعيد النظر في آلية تعاطي العملاء مع حساباتهم، وتزويد الموقع بخاصية كشف الحسابات المحول لها، خصوصا أن العميل هو من طلب إدخال أرقام الحسابات المحول لها، ولا تخضع للسرية والخصوصية التي تتخذها ذريعة وهي أصلا غير مقبولة ولا منطقية.