الكرة السعودية تمر بمرحلة جفاف في الإنجازات في السنوات الأخيرة، حيث كانت بطولة الخليج عام 2003 في الكويت التي حققها الأخضر آخر الإنجازات، تبعها انتكاسات بالخروج المخيب للآمال من نهائيات كأس العالم 2006. ومع الأسف التنظير كان متصدراً المشهد الرياضي بعد كل إخفاق، وفشل رؤساء اتحاد القدم آنذاك في إيقاف الانهيار الفني. الجيل الحالي له دور في الانتكاسات ولم يقدم لاعبوه أي منجز للوطن، فالوصول لكأس آسيا لا يعدُّ إنجازاً إلا إذا حقق الصقور الذهب الآسيوي، ويفترض أن يكون التأهل لكأس آسيا نقطة انطلاق للعمل المضاعف لإعادة أمجاد الكرة السعودية، وتعويض الوطن عن سنوات الإخفاقات. صدارة المنتخب لا تعكس قوة فنية نظراً لضعف المنتخبات في المجموعة، والملاحظ أن القتالية غائبة لدى اللاعب السعودي مع المنتخب وحاضرة مع الأندية، مما يضع علامة استفهام على ذلك التباين، الكرة في ملعب القيادة الرياضية لمعالجة تلك السلبية المُتأصلة جذورها في عمق المشهد الرياضي، بعد اعتلاء انعكاساتها على السطح وتأثيرها على مستويات اللاعبين، في ظل التناحر الإعلامي بين إعلاميي الأندية الذين حملوا لواء الدفاع عن لاعبي أنديتهم المفضلين، حتى وصلوا لمرحلة التخلي عن دعم المنتخب في فترات ماضية، والتفرقة بين النجوم وربط الدعم بأعداد نجوم أنديتهم المفضلة في تشكيلة المنتخب، ولابد أن يتعلموا من تكاتف الإعلاميين في الدول الخليجية مع منتخبات بلادهم. ويخشى الجمهور الرياضي أن نتفاجأ بخروج مرير من الأدوار النهائية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، لهشاشة المنتخب الفنية، وعدم وجود منهجية تدريبية، نظراً لابتعاد المدرب مارفيك عن الدوري السعودي، وعدم معرفته بإمكانات اللاعبين، فالاجتهادات تعطي نتيجة مع المنتخبات الصغيرة، ولكن سرعان ما تتلاشى أمام المنتخبات الكبيرة، الإعلام مطالب بالدعم وتوحيد الانتماء في مباريات المنتخب لأجل مصلحة رياضة الوطن، فطريق العودة للمنصات يحتاج إلى ترابط وتكامل منظومة عملية ركائزها إدارية وفنية وإعلامية.