تطلَّع وزير الخارجية، عادل الجبير، إلى إعادة العراق إلى دوره الأساسي في العالمين العربي والإسلامي، واصفاً الانسحاب الجزئي الروسي من سوريا ب «خطوة إيجابية». وعدَّ وزير الخارجية زيارة رئيس البرلمان العراقي، الدكتور سليم الجبوري، الحالية إلى الرياض مهمةً في إطار بناء العلاقات التاريخية بين البلدين وتطلُّع قيادتيهما إلى تحسينها وإعادتها إلى ما كانت عليه على مدى التاريخ لتكون من أفضل العلاقات بين أي دولتين وأي شعبين شقيقين. ونبَّه، خلال تصريحاتٍ صحفية أمس في حضور الجبوري، إلى أهمية إعادة العراق إلى مكانته وهيبته ودوره الأساسي عربياً وإسلامياً، مُتطلِّعاً إلى مزيد من التشاور والتنسيق الثنائي في المستقبل القريب. وأبان الجبوري من جهته أن حواره مع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد ووزير الخارجية ورئيس مجلس الشورى كان صريحاً ومعمقاً حول طبيعة العلاقات التي تربط بلاده بمحيطه العربي وبالمملكة. وأوضح «الرسالة الحقيقية التي نحملها ويحملها كل الشعب العراقي أن العراق جزء من هذه المنظومة، ومن المهم جداً أن يكون صانع قرار وأن يحافظ على علاقاته، والعراق يدرك عمق الصلة التي تربطه بالمملكة والرغبة الجادة والحريصة أيضاً على توثيقها وامتدادها». وأشار الجبوري، الذي وصل إلى الرياض الإثنين، إلى وجوب التعاون المشترك في مواجهة الإرهاب والتحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط أياً كان مصدرها. وشدَّد على أهمية بناء علاقات وطيدة «نستطيع خلالها أن نبني مشروعاً مشتركاً في قادم الأيام»، مُنوِّهاً بحفاوة الاستقبال في المملكة. وأكد الجبوري قيادية وريادة الدور السعودي في توجيه العالمين العربي والإسلامي لمواجهة التطرف وجماعات الإرهاب ك «داعش» و»القاعدة» وغيرهما. وأبدى ارتياحه لإرسال المملكة مساعدات إلى مواطنيه «خصوصاً في ظل مواجهة شعبنا لهذا التحدي (مواجهة الإرهاب)»، معتبراً أن هذه المساعدة التي أتت في ظروف غير سهلة عكست عمق الترابط والرغبة السعودية الجادة في الوقوف مع بلاده، متابعاً «نحن نلاحظ أيضاً طبيعة الدور الذي تؤديه المملكة خلال هذه الأيام ونبارك هذه الجهود». إلى ذلك؛ عدَّ وزير الخارجية الجبير الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا خطوة إيجابية، في ردٍ على سؤال صحفي عن موقف المملكة من قرار موسكو الأخير. وتطلَّع الجبير إلى إسهام الانسحاب في «تسريع وتيرة العملية السياسية السورية التي تستند إلى إعلان «جنيف-1» و»إجبار نظام الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي». وأفاد بتشجيع المملكة جميع الأطراف في سوريا على الاعتراف بالواقع والتحرك في اتجاه عملية سياسية حقيقية «لبلوغ الانتقال السياسي الذي ينشده الجميع في سوريا بشكل سريع وسلس». ورداً على سؤالٍ حول تكهنات عن صفقة تتعلق بسياسة النفط السعودية والسياسة الخارجية لروسيا؛ نفى الوزير ذلك، وأكد «السياسات النفطية شفافة ومحكومة باعتبارات السوق، ويتم تحديد الأسعار وفقاً للعرض والطلب»، لافتاً إلى «زيادة على الطلب على الصعيد العالمي، بينما هناك انخفاض طفيف في المخزونات، ونعتقد أن لهذا تأثيراً إيجابياً على أسعار النفط». وكان الجبير استقبل الجبوري والوفد المرافق له أمس في مقر وزارة الخارجية بالرياض. وبحث الجانبان العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين.