ضبطت إدارة التحريات في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ستة حسابات لترويج المخدرات، ثلاثة منها في «سناب شات»، وثلاثة في «تويتر»، وعمد المروجون فيها إلى الاستفادة من البرامج التقنية الحديثة لتغيير الشكل، واستخدام ملامح نسوية أو طفولية، واستهدفوا بذلك الفتيات وصغار السن. وقال الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات «نبراس» عبد الإله الشريف ل «الشرق»، إن الشباب المضبوطين اعترفوا بترويجهم للحشيش والكبتاجون عبر تلك المواقع، وأشاد بتفاعل المواطنين عبر الاتصال على الرقم (1955) والمخصص لاستقبال المدمنين بسرية خاصة. وأضاف أن الرقم يستقبل يومياً ما بين 120 إلى 160 اتصالاً يتنوع بين استشارة أو طلب للعلاج من مدمن أو أسرة مدمن أو زوجة ابتليت بزوج مدمن. وأكد الشريف أن الفرق تتفاعل بشكل فوري مع الحالات وبسرية تامة، داعياً رجال الأعمال إلى التعاون مع الدولة في مكافحة هذا الوباء والسعي لتشغيل مشفى لعلاج المخدرات في مدينة الرياض، حيث الاحتياج فيها كبير، مضيفاً أن المنطقة الشرقية تستوعب حالياً الأعداد من خلال 500 سرير تم تخصيصها لهذا الغرض. ودعا الجميع إلى التعاون مع تغريدة تم بثها عبر حساب مكافحة المخدرات، وجاء فيها «إن مكافحة المخدرات تحذر أصحاب الحسابات التي تستوحي أسماءها من أنواع المخدرات بحذفها فوراً، وإلا سيتم تطبيق المادة السادسة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية بحقها، وأنها ستحال إلى الجهات العدلية في حال ضبطها». وأثنى الشريف على صاحب حساب «نكت محششين» الذي استجاب فوراً للقرار وقام بتغيير اسم الحساب إلى «نكت»، مشيراً إلى أن الحساب يتبعه ما يزيد عن 400 ألف متابع. ووصف صاحب الحساب بأنه يعتبر سفيراً لنبراس لإخلاصه الوطني وارتفاع حس المسؤولية عنده، وأضاف «أوضحنا له أن الاسم مغر للأطفال ويوحي بمفاهيم إيجابية حول المواد المخدرة، ويعطيه مفهوما أن المخدرات تجلب السعادة والضحك». وأكد الشريف أن هذا القرار نافذ من الإعلان عنه وسيطبق على المخالفين، لافتاً إلى أن هناك تربصا حقيقيا بشباب الوطن من قبل أعداء من الخارج، ويجب عليهم أن يستوعبوا هذا المخطط، وتابع «ما تم ضبطه يثبت ذلك، حيث تم ضبط 166 مليون قرص كبتاجون خلال عامين، وفي الأربعة الأشهر الأخيرة تم ضبط 59 طن حشيش، و26 مليون حبة مخدرة». وناشد الشباب بالتكاتف مع مكافحة المخدرات والإسهام في عملية التوعية، داعياً الوالدين إلى أهمية توعية الطفل بخطر الإدمان، خصوصا فيما يخص مواقع التواصل. وأوضح الشريف أن الطفل يستقي يوميا مئات المعلومات وتُخزن في العقل الباطن، وعندما تربط النكت بالحشيش سيُكوّن فكرة إيجابية في عقل الطفل، وعندما يواجهه موقف سيترجم له عقله الباطن ما سبق تخزينه ليجد نفسه فريسة للمخدرات. وبين أن ما يتم تداوله حول المخدرات في النكت تُعد من أسباب تعاطي كثيرين من هم أعمارهم في سن 15 إلى 18 عاما، واتجهوا إليها رغبة في الضحك أو السعادة أو هروباً من المشكلات. وأكد الشريف أن مشروع نبراس يركز على الجانب الوقائي، وذلك لخفض نسب الجريمة المرتبط بالإدمان، وأضاف «في السابق كانت الأسرة والمسجد والاعلام والتعليم هي العوامل المؤثرة، أما الآن فبات الإعلام الإلكتروني مرتعاً خصباً لاصطياد الشباب والشابات المراهقين». من جهته، أوضح صاحب حساب نكت محششين عبدالعزيز العنزي ل «الشرق»، أنه عاطل عن العمل وحاصل على بكالوريوس في علوم الحاسب، مبيناً أنه أنشأ حسابه في بداية العام 2012، مؤكداً اهتمامه الشديد بالتقنية. وقال «كان حسابي في البداية تحت مسمى (نكت تحشيش) وتم تغيير المسمى إلى نكت محششين، ولم يكن لدي أي هدف من التسمية أبداً وكان الهدف جذب الانتباه فقط، ولم أكن أتصور مدى خطورة النكت على المراهقين، وجعل من يتناول تلك الآفة شخصا عظيما من خلال النكت بنظرهم». وأضاف «عندما قرأت تحذيرات حساب المكافحة ومدى خطورة الترويج للنكت، أدركت خطورة ذلك الشيء، وعندها غيرت مسمى حسابي إلى (نكت). ووصف العنزي تواصل مسؤولي «نبراس» معه بأنه راق جداً، مؤكداً أنه سخّر حسابه تضامناً منه لدعم المشروع الوطني للحماية من المخدرات «نبراس»، إضافة إلى خمسة حسابات أخرى يصل إجمالي متابعيها إلى قرابة المليوني متابع، وجميعها ستكون داعمة لنبراس. وقدم شكره للأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات «نبراس» عبدالإله الشريف، على تواصله الشخصي معه، وترشيحه له بأن يكون سفيراً لنبراس، معتبراً ذلك بأنه شرف له، لأنه واجب وطني سيحمله على عاتقه.